مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية تُسقِط آخر خطوط دفاعنا تجاه بعض الأمراض

بكتيريا مقاومة للأدوية

قامت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) وإدارة الصحة في هاواي بالإبلاغ عن عدد من حالات السيلان شديدة المقاومة في الولاية. حيث تمت ملاحظة عدم تأثر معظم سلالة بكتيريا النيسرية البنية بدواء الأزيثرومايسين، كما أظهرت مقاومة جزئية لدواء السيفترياكسون. وبالرغم من وجود حالات منفصلة منذ عام 2005 والتي أظهرت انخفاض تأثّر النيسرية البنية بكلا الدوائين، إلا أنها المرة الأولى التي تلاحظ فيها هذه الحالات بشكل مجموعة في الولايات المتحدة.

ويوضح الدكتور ألان كاتز من مجلس الصحة بولاية هاواي بأن الحالات تشمل سبعة أشخاص.

وفي محاولة لإبطاء تكيّف البكتيريا، تعدّ المشاركة الدوائية التي تجمع بين  الأزيثرومايسين والسيفترياكسون هي العلاج الفعال حالياً لهذه العدوى، ولكن يخشى العلماء أن يفقد فعاليته قريباً.

ويقول الدكتور جوناثان ميرمين - وهو مدير المركز الوطني للوقاية من فيروس ومرض الإيدز وإلتهابات الكبد الفيروسية والأمراض المنقولة جنسياً ومرض السل في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها - في بيان له: "إن آخر خطوط دفاعنا تجاه مرض السيلان يصبح ضعيفاً، وفي حال استمرت المقاومة بالازدياد والانتشار، فإن العلاج الحالي سيفشل بالنهاية، وسيتعرض 800 ألف شخص أمريكي سنوياً لخطر الإصابة بمرض السيلان غير القابل للعلاج ".

مصدر قلق عالمي

أصبحت قدرة البكتيريا على مواجهة العلاج الدوائي - والتي تسمى بالمقاومة للمضادات الحيوية - مصدرَ قلق كبير للعالم بأسره. وبالفعل فقد قررت الأمم المتحدة رفع مستوى هذه القضية بحيث يمكن اعتبارها كأزمة، بالمساواة مع الإيبولا وفيروس الايدز.

إلا أن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن النيسرية البنية ليست البكتيريا الوحيدة التي تتطور مقاومتها تجاه الأدوية. حيث سجلت قائمة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها عدداً من البكتيريا التي طورت نوعاً من المقاومة تجاه الأدوية التي كانت أكثر فعالية سابقاً في علاجها.

وبالرغم من أن الكثير من المضادات الحيوية الجديدة في تطور مستمر لمواجهة هذه البكتيريا المقاومة للأدوية، إلا أن الأمر قد يستغرق سنوات قبل أن تصبح متوافرة في الأسواق، وحتى لو تم إثبات فعاليتها، فإنها مسألة وقت فقط حتى تصبح البكتيريا المتطورة باستمرار مقاومة من جديد.