المنطقة التي نحتلها في مجرة درب التبانة أكبر بـ 30% مما كنا نعتقد

معرفة مجرتنا من الداخل

تحتوي دراسة - نُشرت في مجلة Science Advances - على نماذج جديدة لمجرة درب التبانة، وتقترح هذه النماذج أن مجرتنا قد لا تكون على شكل دوامة. قرر الفريق البحثي الدولي أن يتأكد ما إذا كانت درب التبانة تطابق شكل الدوامة الذي تم رصده في المجرات الأخرى، وذلك كجزء من دراسة أكبر تهدف إلى وضع صورة أدق لمجرتنا.

ولكن هذا ليس بالسؤال السهل، لأننا في وسط هذه المجرة تماماً، مما يجعل من المستحيل رصدها كما نرصد المجرات الأخرى. ولهذا، لجأ العلماء إلى استخدام النماذج لتقريب الشكل الصحيح بأفضل ما يمكن. يقول مارك ريد - وهو عالم فلك في مركز هارفارد – سميثسونيان للفيزياء الفضائية، ومؤلف مشارك في الدراسة - في مقابلة مع صحيفة "كريسشان ساينس مونيتور" The Christian Science Monitor: "إن المشكلة الأساسية في مجرة درب التبانة، هي أنها نظام على شكل قرص مسطح، ونحن داخل هذا القرص".

ولهذا، بدأ الفريق بدراسة أطوال الأمواج الراديوية. حيث قاموا بتحديد بعد مناطق تشكل النجوم عن الأرض، وذلك باستخدام مصفوفة تلسكوبات الخط البعيد جداً (Very Long Baseline) في المرصد الفلكي الراديوي الوطني، واستخدام النتائج لحساب المسافات المطلوبة.

أظهرت النتائج أن منطقة النظام الشمسي ضمن مجرة درب التبانة (المعروفة باسم ذراع الجبار أو الذراع المحلي) هي في الواقع ذراع كبيرة جداً، وأكبر مما كنا نعتقد سابقاً، وليست مجرد جزء صغير من نظام كامل.

حقوق الصورة: ر. هيرت/ مخبر الدفع النفاث – معهد كالتيك / ناسا

صورة سيلفي بأبعاد فلكية

تعتمد هذه الدراسة على نماذج مبنية على الحسابات، تماماً مثل أغلب الأبحاث حول مجرتنا والفضاء عموماً.

ولكن، ماذا لو كان بإمكاننا رؤية درب التبانة فعلياً، والتأكد من صحة هذه الدراسة؟ قد يستغرق استكمال صورة المجرة بضعة سنوات، ولكن الخبر الجيد أنه سيبدأ قريباً. حيثُ سيتم إطلاق التلسكوبالفضائي جيمس ويب (JWST)  التابع لناسا بحلول العام 2018، وسيساعدنا على الحصول على صورة للمجرة وحتى الكون. يعتبر (JWST) أقوى وأكثر حساسية من هابل وتلسكوبات أخرى صنعت قبله، ويمكن له أن يلتقط لنا صورة "سيلفي" للمجرة، كما لم نرَها من قبل، وربما أكثر.