احتمال وجود محيط جوفي ضخم يقبع تحت قلب بلوتو

قلب المحيط

ينبض قلب بلوتو الصغير باستمرار، وينادينا بدون توقف. منذ مرور مركبة نيو هورايزنز السنة الماضية قرب بلوتو، عاد الكوكب القزم إلى دائرة اهتمام الأوساط العلمية. والآن، يقترح بحث جديد من ناسا أرجحية وجود محيط مائي تحت سطح بلوتو.

يقع سبوتنيك بلانوم Sputnik Planum في النصف الغربي من قلب بلوتو، وهو حوض مسطح يتألف بشكل رئيسي من النيتروجين المتجمد. وشاءت الصدف أن بلوتو يدور بطريقة تجعل القلب مواجهاً لأكبر أقماره، كارون، بشكل دائم في ترابط مدّي (Tidal locking)، وهذه ظاهرة بقاء جرم سماوي مواجهاً لجسم آخر أثناء دورته حوله كما هو الحال مع القمر حين يواجه الأرض بوجه واحد طوال الوقت تقريباً. يقتضي هذا التموضع وجود اختلاف كتلي موجب (أي زائد) عند قلب بلوتو، أي أن تركيز الكتلة في هذه المنطقة مرتفع، نظراً للجذب الدائم لقمر كارون.

يقول براندون جونسون، وهو جيولوجي من جامعة براون والمؤلف الرئيسيللدراسة، إن هذا لم يبدُ منطقياً في البداية، لأن قلب بلوتو كان مجرد "حفرة في الأرض"، أو شذوذ كتلي سالب.

بلوتو وكارون. حقوق الصورة: ناسا، جامعة جون هوبكنز/ مخبر العلوم التطبيقية

نتائج مفاجئة

أجرى فريق جونسون عمليات محاكاة لضربات الكويكبات: حيث إن حوض سبوتنيك بلانوم يمكن أن يتشكل إذا اصطدم كويكب بسطح بلوتو بسرعة 200 كم (125 ميلاً) في الساعة. ولهذا السبب، ارتفعت الطبقات الداخلية لسد التجويف، ولكن طبقة من النيتروجين السائل لن تكفي لتعطي سبوتنيك بلانوم الشذوذ الكتلي الموجب الملاحظ. أي إنه يجب على مادة أكثر كثافة أن ترتفع لتفسير توزع الوزن لبلوتو.

يقول جونسون: "يقتضي هذا السيناريو وجود محيط سائل. من المؤكد وجود هذا المحيط، على شكل طبقة سماكتها 100 كيلومتر. من المذهل احتمال وجود الماء ضمن جسم في أقاصي النظام الشمسي."

كما هو متوقع، فإن أية دلالة على وجود المياه قد تعني وجود حياة. وعلى الرغم من عدم تأكيد أي من هذه المعلومات بعد، فإن العلماء مسرورون بزيادة معرفتهم قليلاً عن أحد أبعد جيران كوكبنا. ربما بلوتو ليس مختلفاً عنا كثيراً في نهاية المطاف.