جديد الأخبار

علوم وتقنية

قد نفهم أخيراً كيف تشكّل قلب بلوتو الجليدي

عدن لنج - مرصد المستقبل
 
بالاعتماد على بيانات وردت من بعثة ناسا، نيو هورايزنز، تمكن باحثون من معرفة كيفية تشكّل قلب بلوتو. باستعراضها عبر محاكاة زمنية، تبدو فترات التجمد والذوبان الطويلة التي أدت إلى هذا التشكل، كنبضات القلب.

قلب جليدي نابض

حظي بلوتو باهتمام العالم في 2015 عندما أطلقت ناسا مجموعة من الصورعالية الدقة للكوكب القزم، التي التقطتها مركبة نيو هورايزنز التابعة لناسا. منذ ذلك الحين، قدمت هذه الصور للفلكيين كمية كبيرة من البيانات لدراسة بلوتو، ومن أهم النواحي المتعلقة ببلوتو التي أثارت فضول العالم: قلبه.

ليس قلباً بالمعنى العضوي طبعاً، بل إنه تشكيل جليدي على شكل قلب، في المنطقة المعروفة حالياً باسم تومباو ريجيو. الجزء الغربي من هذه المنطقة بعرض يبلغ 1,000 كم (621 ميلاً)، واسمه سبوتنيك بلانوما، هو عبارة عن حوض مؤلف بشكل أساسي من النيتروجين المتجمد، مع بعض الميثان وأحادي أوكسيد الكربون.

قلب بلوتو – تومباو ريجيو. حقوق الصورة: ناسا قلب بلوتو – تومباو ريجيو. حقوق الصورة: ناسا

بالاعتماد على بيانات من نيو هورايزنز، تمكن فريق من الباحثين في جامعة بيير وماري كوري في فرنسا، من بناء محاكاةحاسوبية لتطور الغلاف الجوي لبلوتو على امتداد 50,000 سنة.

تحدث التقلبات الفصلية في بلوتو ببطء شديد، وذلك بسبب طول سنة بلوتو، والتي تعادل 248 سنة أرضية. مما يتسبب بتتابع من التجمد والذوبان لجليد الميثان على سطح الحوض، على حين يبقى النيتروجين المتجمد في القعر بدون تغيير تقريباً. عند إعادة تشكيل هذه العملية بالمحاكاة آنفة الذكر، يظهر قلب بلوتو وكأنه ينبض حقاً، وذلك بسبب تراجع وتمدد الجليد بشكل متكرر.

حقوق الصورة: ت. بيرتراند حقوق الصورة: ت. بيرتراند

فوز آخر لنيو هورايزنز

هذا الاكتشاف الجديد حول تشكل قلب بلوتو، ليس سوى واحد من العديد من المعلومات التي سنحصل عليها من بعثة نيو هورايزنز لناسا.

منذ انطلاقها في عام 2006، أكملت البعثة دراسات للغلاف الجوي للمشتري، وبلوتو وأقماره. والوجهة التالية لنيو هورايزنز، هي التعمّق باتجاه حزام كايبر، لاستكشاف منطقة أبعد من مدار نبتون بما يزيد عن 1.6 مليار كم (مليار ميل)، وهي حالياً بانتظار موافقة ناسا.

قامت نيو هورايزنز بتزويد الباحثين ببيانات لم تكن متوفرة من قبل حول خصائص السطح، والجيولوجيا، والتكوين الداخلي، وطبيعة الغلاف الجوي لهذه الأجسام البعيدة، وهي بهذا تقربنا خطوة إضافية من فهم طبيعة الكون الذي نعيش فيه.

 
 
 
 

مواضيع مشابهه