نوافير على أوروبا قد تؤكد احتمال وجود ماء تحت قشرته الجليدية

البحث عن الماء على أوروبا

لقد علمنا بوجود أوروبا منذُ أن اكتشفه جاليليو عام 1610، ولكن هذا القمر الجليدي - الذي يدور حول المشتري - لم يلفت اهتمامنا ويثير فضولنا حتى ستينيات القرن الماضي. ومنذُ أن تم أخذ أولى الصور الدقيقة لسطح أوروبا، فقد تمكن الفلكيون من تحديد ماهية هذا السطح على أنه مكوّن بمعظمه من المياه المجمدة. يعتقد الفلكيون أنه يكمن تحت هذا السطح محيط جوفي هائل، يحوي ضعف كمية المياه في محيطات الأرض.

تم أخذ صور جديدة باستخدام التلسكوبالفضائي هابل التابع لناسا، ويبدو أنها تؤكد الافتراضات السابقة. درس العلماء خيال أوروبا فيما كان يتحرك أمام المشتري، وباستخدام هابل بأقصى قدراته تقريباً، رأوا ما يمكن أن يكون نوافير مائية تخرج من سطح القمر المتجمد. وقد أعادوا النظر باستخدام الأشعة فوق البنفسجية للبحث عن علامات لوجود هذه الفوارات، على امتداد 15 شهراً، وقد تمكنوا من رؤية النوافير المحتملة لثلاث مرات مختلفة.

تظهر هذه الفوارات وهي تصعد لارتفاع 200 كيلومتر (125 ميلاً) تقريباً عن سطح أوروبا، ومن ثم تهطل عائدة إلى سطحه.

مرشح للحياة

يبحث الفلكيون وأخصائيو علم الأحياء الفضائي عن أي شيء قد يوحي بوجودالحياة في الفضاء. ويعتبر الماء من هذه الأدلة.

يقول جيوف يودر، المدير المساعد بالوكالة في إدارة البعثات العلمية في ناسا: "يعتبر محيط أوروبا أحد أهم الأمكنة التي يمكن أن تحوي حياة في النظام الشمسي. قد تؤمّن هذه النوافير - في حال وجودها فعلاً - طريقةً لأخذ العينات من تحت سطح أوروبا."

تم تخصيص عدة بعثات لتأكيد هذه الاكتشافات، وقد وجه الكونجرس تعليمات إلى ناسا بإطلاق بعثة إلى أوروبا بحلول العام 2022. وفي الناحية الأخرى من المحيط الأطلسي، تخطط وكالة الفضاء الأوروبية إيسا لإرسال بعثة تسمى جوس(مستكشف الأقمار الجليدية للمشتري)، وذلك لإجراء مسح لأوروبا وقمرين إضافيين للمشتري.

يقول بول هيرتز، مدير قسم الفيزياء الفضائية في المقر الرئيسي لناسا: "على الأرض، تتواجد الحياة حيثما تتواجد الطاقة، والماء، والمواد المغذية. وبالتالي فنحن نبدي اهتماماً خاصاً بأي مكان قد يمتلك هذه الخصائص الثلاثة. وقد يكون أوروبا أحد هذه الأمكنة."

قام الفريق، والذي يقوده ويليام سباركس من المعهد العلمي للتلسكوبات الفضائية بنشر نتائجهم هذا الأسبوع في مجلة The Astrophysical Journal.