جونو يصدر صوراً مذهلة لقطب المشتري الشمالي للمرة الأولى

مسحة زرقاء

كان عشاق الفضاء في منتهى الحماس بانتظار وصول مسبار ناسا الفضائي جونو إلى المشتري، وإرساله لمجموعة جديدة من الصور للعملاق الغازي. والآن، ظهرت ثمرة كل تلك الجهود، حيثُ تُظهر هذه الصور أنظمة عواصف، وتغيرات في الطقس لم نشهد لها مثيلاً في نظامنا الشمسي.

تُظهر الصور الأولى- الواردة من المسبار- القطب الشمالي للمشتري. العاصفة الشهيرة تكاد لا تظهر، وبدلاً منها، تحتل مسحة زرقاء مركز الصورة، إضافة إلى عواصف أخرى قيد التشكل.

ناساناسا

وتُظهر الصورة أيضاً أن الغيوم الشمالية في المشتري تلقي بظلالها، ما يدل على أنها على ارتفاع أعلى من المنطقة المحيطة.

يقول سكوت بولتون، المراقب الأساسي لجونو: "من اللمحة الأولى للقطب الشمالي للمشتري، بدا لنا مختلفاً عن أي شيء رأيناه أو تخيلناه من قبل. لا توجد أي علامة على الحزم العرضية والأحزمة التي تعودنا على وجودها، وتكاد هذه الصورة تبدو وكأنها ليست للمشتري."

التقط جونو أيضاً صوراً للشفق القطبي الجنوبي للعملاق الغازي، مستخدماً راسم الشفق بالأشعة تحت الحمراء. نرى على اليمين صورة للشفق القطبي الجنوبي للمشتري.

المشتري يتكلم

أخيراً، تمكن المسبار من تجميع ملف صوتي مذهل، يحتوي على الأصوات التي يطلقها الشفق القطبي للمشتري. سبق أن تم اكتشاف هذه الأمواج في خمسينيات القرن الماضي، إلا أنه لم يتم تحليلها بهذا الشكل من قبل، وقد جُمع هذا الملف بواسطة تجربة الموجة البلازمية/الراديوية.

يقول بيل كيرت، الباحث الشريك في مجال الأدوات الموجية: "يكلمنا المشتري بطريقة لا تقدر عليها إلا عوالم غازية عملاقة، حيث نجحت تجربة الأمواج بالتقاط الانبعاثات المميزة للجسيمات عالية الطاقة، والتي تولد الشفق القطبي الهائل المحيط بالقطب الشمالي للمشتري. هذه الانبعاثات هي الأقوى في النظام الشمسي، والآن سنحاول أن نعرف من أين تأتي هذه الإلكترونات، وما الذي يولدها."

مع إنجاز 35 عملية تحليق إضافية لجونو قرب سطح المشتري، قبل انتهاء البعثة في 2018، من المؤكد أن المسبار سيلتقط صوراً أكثر تفصيلاً للعملاق الغازي، وربما يكتشف المزيد عما يجعل هذا الكوكب فريداً من نوعه.