مواجهة الشيخوخة: دواء جديد يقلّل من البروتينات السامّة المرتبطة بمرض الزهايمر

عدن لنج - مرصد المستقبل

 

يقوم الباحثون باختبار دواء جديد يقلّل وبشكل كبير من اللويحة النشوانية السامّة (أميلويد بيتا)، وهي عبارة عن تكدّسات متشابكة من البروتين الذي يتشكل في دماغ المرضى المصابين بمرض الزهايمر.

تبدّل في طريقة الوقاية من المرض

يمكن للأجسام المضادة المكتشفة حديثاً أن تقلّل وبشكل كبير من العلامات الظاهرة لمرض الزهايمر في الدماغ، الأمر الذي يشير إلى تبدّل في طريقة الجهود المبذولة للوقاية من المرض.

وبالعودة إلى الوراء قليلاً، يعتبر مرض الزهايمر سبباً شائعاً للإصابة بالخرف، ويعدّ أحد الأزمات الطبية الأكثر انتشاراً والتي يواجهها جيلنا الحالي، ومع ذلك فهو أحد أكثر الأمراض غموضاً. ومن الجدير بالذكر أن الزهايمر في الولايات المتحدة يُصنّف كثالث الأسباب الرئيسية المؤدّية إلى موت كبار السن (وذلك بعد أمراض القلب والسرطان).

ويتطلّع الباحثون باستمرار إلى علاجات جديدة للمرض، حيثُ اكتشف العلماء مؤخراً أن حمض الميفيناميك تمكّن من إبطال أعراض مرض الزهايمر عند الفئران، كما تقوم حالياً مجموعة أخرى من الباحثين باختبار دواء جديد (على البشر هذه المرة) من شأنه أن يقلّل البروتينات المتكدّسة في دماغ مرضى الزهايمر.

ترسّبات لويحية في الدماغ

يدعى الدواء الموصوف في مجلة "نيتشر" بـ "أديوكانيوماب" ويقوم باستهداف اللويحة النشوانية السامة (أميلويد بيتا)، وهي عبارة عن تكدّسات متشابكة من البروتين الذي يتشكل في دماغ المرضى المصابين بمرض الزهايمر. ووفقاً للباحثين، فإن "الأجسام المضادة وحيدة المنشأ عند الإنسان" تحفز جهاز المناعة على الاستهداف الانتقائي وإزالة اللويحات المتراكمة، والذي بدوره قد يساهم في إبطاء المرض.

وتقول شركة الأدوية التي قامت بتمويل التجربة إنه قد تم اختبار الأجسام المضادة عند الحيوانات وعند مجموعة صغيرة مؤلفة من 165 مريضاً مصاباً بالزهايمر الخفيف والمبكر، وبعد سنة من الدراسة، وجد الباحثون أن جميع اللويحات النشوانية اختفت بالفعل عند المرضى الذين تم إعطاؤهم الجرعات العليا من الدواء.

ومع ذلك، فقد وجدت الدراسة أن المرضى الذين أخذوا الجرعة العليا من الدواء (والتي تعادل 10 ملليغرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم) كانوا أيضاً أكثر عرضة للآثار الجانبية، والتي يمكن أن تؤدي إلى وذمة في الدماغ.

ويصف الدكتور روجر نيتش - وهو رئيس ومؤسس نيورإميون وهي مجموعة سويسرية متخصصة بالتكنولوجيا الحيوية والتي اكتشفت هذا الدواء - تأثيرات الدواء بأنها "لا مثيل لها" وإن كانت لا تزال هناك حاجة لإجراء المزيد من التجارب.