فلكيون يثبتون صحة نموذج يشرح تحول النجوم إلى مستعرات

عدن لنج - مرصد المستقبل

 

تمكن فلكيون بولنديون من الحصول على توثيق كامل لانتقال نجم من نوع القزم الأبيض من حالة السبات إلى الانفجار، والتحول إلى مستعر (نوفا) عادي.

اكتشافات غير متوقعة

تحتل مراقبة النجوم وهي تتحول إلى مستعرات، أو مستعرات عظمى، أهميةً خاصة لدى الفلكيين، حيث إنه من المتوقع أن يجتذب أي انفجار فلكي ضخم هذا الاهتمام، وبالتالي من الممكن أن نفترض أن تكون الخطوات والمراحل التي تمر بها النجوم أثناء هذا التحول موثقة بشكل جيد، إلا أنها ليست كذلك في الواقع.

تمكن فلكيون بولنديون يعملون في تجربة الأثر التجاذبي العدسي البصري (OGLE)- وللمرة الأولى على الإطلاق- من توثيق مراحل المستعر العادي بشكل كامل. هذا يعني أن الفلكيين تمكنوا من رصد عملية التطور بشكل كامل لنجم واحد من نوع القزم الأبيض، أي مراحل ما قبل وما بعد المستعر

حقوق الصورة: مرصد جامعة وارسو حقوق الصورة: مرصد جامعة وارسو

أما المدهش في الموضوع فهو أن الفلكيين لم يكونوا يبحثون عن مستعرات، حيث إن OGLE مشروع مسح طويل الأمد، يقوم على استخدام ظاهرة الأثر العدسي التجاذبي للبحث عن المادة المظلمة. بدلاً من ذلك، وفي عام 2003، فقد عثروا بالصدفة على V1213 Cen، أو نوفا سينتوري 2003، وهو نجم قزم أبيض ضمن نظام نجمي عشوائي التوهج.

توثيق التطور

يتألف هذا النوع من الأنظمة النجمية من قزم أبيض ونجم منخفض الكتلة، أي إنه نظام نجمي ثنائي، لا يتجاوز البعد بين نجميه المسافة بين الأرض والقمر. نتيجة لهذا القرب، إضافة للجاذبية الشديدة للقزم الأبيض، فإن هذا القزم يسحب المواد إلى قرص يحيط به من النجم منخفض الكتلة.

يعتبر V1213 Cen مثالاً بطيئاً عن العملية السابقة، والتي تسمى "سرقة الكتلة". نظراً للبطء، فإن المادة تصبح غير مستقرة، وتنفجر في "مستعر قزم" صغير. تتسبب هذه المستعرات القزمة بدفع المادة - التي أغلبها من الهيدروجين - إلى سطح القزم الأبيض، وبالتالي يتضخم القزم الأبيض إلى أن يصل إلى كتلة معينة ينفجر عندها كمستعر عادي. بعد هذا، تمر عدة قرون من انتقال المادة السريع، ومن ثم فترة سبات تطول لبضعة آلاف من السنين، إلى أن يستيقظ النجم في نهاية المطاف ليكرر العملية بأكملها من جديد.

أثمرت مراقبة V1213 Cen عن أولى الصور على الإطلاق لنظام نجمي مشابه، يتطور من مرحلة ما قبل المستعر إلى مرحلة ما بعد المستعر، مؤكداً صحة النموذج الذي وضعه الفلكيون.