ناسا تصمم غواصة لاستكشاف أكبر محيط في تيتان

التجرؤ على تحدي الكراكن

على الرغم من أن تيتان قمر لزحل، إلا أنه شبيه بالكواكب لدرجة كبيرة، بل إنه يحمل تشابهات كبيرة مع الأرض، مثل الغيوم والغلاف الجوي الكثيف. غير أن محيطاته مكونة من الميثان السائل بدلاً من المياه، بما أن حرارته شديدة الانخفاض ولا تسمح بوجود الماء السائل.

قد يجعل هذا من الحياة عليه أمراً بالغ الصعوبة، غير أن العلماء لديهم من الأسباب ما يجعلهم يعتقدون بإمكانية ظهور الحياة تحت هذه الظروف القاسية، بما أن غلافه الجوي الكثيف غني بالميثان ومكونات عضوية أخرى، وهي علامات دالة على وجود الحياة من "وجهة نظر أرضية".

وفقاً لناسا، فإن الميثان كان يجب أن يتدمر بسبب ضوء الشمس بعد عشرات ملايين السنين، وبشكل غير قابل للعكس. فعلى الأرض، يتجدد الميثان باستقلاب الكائنات الحية، أما ما يجعل الميثان يتجدّد في تيتان ويحافظ على وفرته، فإن ذلك لا يزال أحد الألغاز التي تدفع العلماء إلى الاعتقاد بوجود كائنات حية، حالياً أو سابقاً، وهي المسؤولة عن محتوى الغلاف الجوي لتيتان.

لحل هذا اللغز، فقد باشرت ناسا بما سمته البي بي سي "محاولة إطلاق أكثر المهام ثورية على الإطلاق"، وهي تصميم غواصة ستقوم يوماً ما بتحدي كراكن مير، أكبر محيطات تيتان، والذي يستحق اسمه المخيف عن جدارة، وهو مسطح من الهيدروكربونات السائلة أكبر من بحر قزوين.

كراكن مير، ناسا.

غواصة تيتان

يقول توصيف مختصر من ناسا إن الغواصة ستكون غير مأهولة، ولكنها كبيرة الإمكانات: "ستكون غواصة تيتان مركبة علمية عالية القدرات، ومؤتمتة بشكل كامل، بحيث تسمح باستكشاف كامل لما يوجد تحت الأمواج في عالم آخر."

ستكون هذه المهمة أيضاً متابعة للمهمة التي سبقتها، مستكشف تيتان مير (TiME)، وسوف "تبحث في طيف كامل من الظواهر الجغرافية المحيطية."

على الرغم من أن هذا الخبر يثير الحماس، إلا أن تحقيق فكرة غواصة تيتان سيتطلب بعض الوقت، ناهيكم عن إرسالها إلى تيتان. تقدر عمليات المحاكاة أن أقرب موعد ممكن للوصول إلى القمر الشبيه بالكوكب سيكون عام 2038، عندما يكون التراصف بين الأرض، وزحل وتيتان في وضعية جيدة.