جديد الأخبار

علوم وتقنية

الكون المنظور أصغر بملايين السنوات الضوئية مما كنا نعتقد

عدن لنج - مرصد المستقبل

استخدم باحثون بيانات من القمر الصناعي بلانك لإثبات أن الكون القابل للرصد هو في الواقع أصغر بـ 320 مليون سنة ضوئية مما كنا نعتقد، ويبلغ نصف قطره الفعلي 45.34 مليار سنة ضوئية.

هل ما نراه دقيق؟

نحاول دائماً توسيع مداركنا حول السماء. فنحن نرسل المسابر، والروبوتات، والأقمار الصناعية، والمركبات الفضائية إلى الفضاء، وكل هذا بهدف رسم خريطة الكون وإضافة المزيد إلى صورتنا عنه وتوسيعها.

ولكن ماذا لو أصبحت هذه الصورة أصغر فجأة؟ هذا ما حصل بالضبط عندما أثبتت البيانات من القمر الصناعي بلانك أن الحجم الحقيقي للكون القابل للرصد أصغر مما كنا نعتقد في السابق، بحيث تقلصت هذه المنطقة بنسبة 0.7% تقريباً.

إن لم تكن قد أدركت بعد، فنحن في الواقع لا نرى كل النجوم في الكون. لو كان هذا ممكناً، لبدت سماء الليل أكثر إضاءة بكثير، بدلاً من هذا، فإننا نرى كل شيء ضمن نصف قطر محدد، ويسمى أفق الجسيم، أي جسيم ضوئي يصدر من خارج أفق الجسيم هو أبعد من أن يصل إلينا.

وبالتالي، إن أردنا معرفة حجم الكون القابل للرصد، فيجب علينا أن نحسب المسافة بيننا وبين أفق الجسيم، أليس كذلك؟

على ما يبدو، فإن هذا ليس صحيحاً تماماً.

إن الكون، خصوصاً الزمكان، في حالة توسع مستمر، بحيث إن النقاط فيه تبتعد عن بعضها باستمرار. لا يؤدي هذا إلى تغيير المسافات بين الأجسام فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى تغيير سرعة انتقال الضوء في الكون، نظراً لأن حركة الزمكان لها أثر على وصول الفوتونات إلينا وإمكانية رصدها.

كيف يمكننا أن نحسب نصف القطر هذا إذاً؟ في عام 2003، وضع العلماء معادلة اعتبرت الحدث المسمى "إعادة التركيب" كنقطة مرجعية في تاريخ الكون. باستخدام هذه النقطة المرجعية مع معدل توسع الكون وبضعة عوامل أخرى، تمكنوا في نهاية المطاف من التوصل إلى قيمة.

في عام 2003، كانت قيمة نصف القطر 45.66 مليار سنة ضوئية، أما الآن فقد أوصلتنا بيانات جديدة إلى رقم أكثر دقة بكثير: 45.34 مليار سنة ضوئية.

قال نيك توماسيلو من جامعة العلوم في فيلاديلفيا عندما كتب في ميديوم: "قد يبدو فرق 320 مليون سنة ضوئياً تافهاً على المستوى الكوني، ولكنه يجعل كوننا المرصود أصغر بعض الشيء."

قُبِلَت الدراسة للنشر في العدد المقبل من مجلة Advances in Astrophysics.

 
 

مواضيع مشابهه