جديد الأخبار

علوم وتقنية

الطبّ يؤكد دوره في تراجع مرض الزهايمر عند الفئرانمرض

عدن لنج - مرصد المستقبل

كشفت مقالة بحثية جديدة أن أحد الأدوية شائعة الاستخدام قد يؤدي إلى تراجع علامات مرض الزهايمر عند الفئران خلال فترة زمنية قصيرة تقارب الشهر، وفي حال إمكانية تطبيق ذلك عند البشر، فقد يكون لدينا علاج واعد جديد لهذا المرض، ولكن إمكانية التطبيق هذه تثير تساؤلات كبيرة.

اكتشف العلماء أن الدواء المسكن للألم المعروف بحمض الميفيناميك - والذي يوصف عادة لتخفيف آلام الدورة الشهرية - له تأثير جانبي ملحوظ، فهو يؤدي إلى تراجع أعراض مرض الزهايمر عند الفئران. حيثُ تم علاج الفئران المصابة بأعراض الزهايمر بجرعات من حمض الميفيناميك لمدة شهر واحد، مما أدى إلى زوال حالة فقدان الذاكرة والتهاب الدماغ بالكامل، وفي حال تطبيق نفس العلاج على البشر، بالرغم من التساؤلات الكبيرة التي يثيرها الموضوع، فقد يكون في متناول أيدينا علاج واعد جديد لهذا المرض.

اكتشاف جديد

يعتقد فريق جامعة مانشستر في المملكة المتحدة أن نتائج الدواء قد تكون بسبب وجود ارتباط بين مرض الزهايمر والتهاب الدماغ، الأمر الذي يفيد حمض الميفيناميك في علاجه.

ويقول رئيس الباحثين ديفيد بروف: "هناك حالياً أدلة تجريبية تشير بقوة إلى أن التهاب الدماغ يفاقم مرض الزهايمر، ولكن هناك حاجة لإجراء الكثير من العمل حتى نستطيع القول بشكل مؤكد بأن ذلك سيعالج هذا المرض عند البشر، لأن نماذج الفئران لا تحاكي دائماً بشكل واقعي الأمراض التي تصيب البشر."

ويذكر أن حمض الميفيناميك هو أول دواء يكتشف بأنه يستهدف مساراً رئيسياً للالتهاب يعرف بالمعقد الالتهابي NLRP3، والذي يعتقد العلماء أنه يساهم في تلف خلايا الدماغ بالاشتراك مع مشاكل صحية أخرى.

وتستخدم العديد من الدراسات فئران التجارب لاختبار الأدوية قبل البدء بإجراء التجارب على البشر، ولكن ليس بالضرورة أن يحصل الباحثون دائماً على نفس النتائج التي حصلوا عليها في تجارب الحيوانات عند إجراءها على البشر.

ويعود أحد أسباب استخدام الفئران بكثرة في الأبحاث إلى أنها تشترك بالكثير من المواد الوراثية مع الإنسان بنسبة تصل إلى 97.5 بالمئة حسب بعض التقديرات، كما أنه من السهل التعامل معها ومعدل أعمارها قصير، مما يجعل من الأسهل دراسة الأجيال المتعاقبة بشكل سريع.

ولكن ماذا عن البشر؟

وبالرغم من التشابه بين الجينومات، إلا أن الأبحاث الحديثة تشير إلى الاختلاف بين الفئران والبشر في طريقة تنظيم الجينات، وقد يكون ذلك أحد الأسباب في عدم نجاح العلاجات دائماً عند البشر بالرغم من نجاحها عند الفئران.

ومع ذلك، يأمل الباحثون في إحراز تقدم مع دواء حمض الميفيناميك عند البشر المصابين بمرض الزهايمر. ولا تزال الخطط للتجارب السريرية عند الإنسان في مراحلها المبكرة، كما يعمل العلماء على إثبات مفهوم الالتهاب العصبي عند الإنسان.

والخبر الجيد هنا هو أنه قد تمت الموافقة بالفعل على هذا الدواء المسكن للألم كدواء آمن للاستخدام عند البشر، ما يعني أنه بالإمكان تسريع الطريق للاختبار عند البشر لأجل أبحاث الزهايمر.

ويقول دوغ براون، وهو مدير الأبحاث والتنمية في جمعية الزهايمر والذي لم يشارك بشكل مباشر في الدراسة الجديدة: "إن الأولوية بالنسبة لجمعية الزهايمر هي اختبار الأدوية التي تستخدم حالياً لعلاج أمراض أخرى، وهذا قد يتيح لنا اختصار 15 سنة أو نحو ذلك من الوقت اللازم لتطوير دواء جديد للخرف من الصفر." ويمكن لهذه السنوات أن تكون حاسمة لـ 44 مليون شخص حول العالم يعانون حالياً من مرض الزهايمر أو أحد الأشكال المرتبطة بالخرف.

ومن الجدير بالذكر أن النتائج نشرت في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز.

 

مواضيع مشابهه