جديد الأخبار

علوم وتقنية

هل أنت بحاجة لمعالج نفسي أو طبيب؟ هناك تطبيق لهذا الغرض

عدن لنج - مرصد المستقبل

بدأ بعض الأشخاص باستخدام تطبيقات تقوم بدور مدربي اللياقة البدنية، وأخصائيي التغذية، والمعالجين النفسيين. ولكن إلى أي درجة تصل فعالية هذه التطبيقات؟ وإلى أي حد يمكن أن تحل محل أخصائيي الصحة التقليديين؟

بعد أن وصلنا إلى زمن أصبحت فيه الرعاية الصحية شكلاً من أشكال الرفاهية، وأصبحت خطط الرعاية الصحية، حتى الجيدة منها، تتضمن الكثير من المصاريف التي لا مناص منها، بدأ الكثيرون باللجوء إلى أجهزتهم الخليوية لتساعدهم حيث فشلت أنظمتنا.

في الماضي، كنت أستخدم تطبيق سامسونج هيلث المنصب مسبقاً على الجهاز، والذي كان يؤدي أغلب الوقت دور عداد الخطى (يقيس عدد الخطوات التي مشيتها)، وقد ساعدني على أن آخذ نشاطي البدني بمسؤولية... إلى حد ما. ولكن عندما أرى المزيد من التطبيقات وهي تزداد انتشاراً، أصاب بالشك حول صلاحيتها. هل بعضها تطبيقات مبهرجة المنظر ولكنها فارغة المضمون ولا تهدف إلا لزيادة استهلاك الإنترنت؟ ربما.

ولكن يبدو أنه ينبغي وجود تطبيق ما يتمتع بالأصالة، ويقوم بأكثر من مجرد قياس خطواتك، ويقدم مساعدة صحية حقيقية.

لهذا، لنأخذ نظرة قريبة إلى بعض التطبيقات الصحية المتنوعة لنرى فوائدها، ومدى قدراتها. إليكم شرحاً عنها.

الوزن: ماي فيتنيس بال

يعتبر هذا التطبيق، من تصميم أندر آرمور، من أكثر التطبيقات شعبية في مجال خسارة الوزن، الحمية، واللياقة البدنية. عملية تسجيل الدخول بسيطة، ولا تتطلب سوى بعض المعلومات الأساسية، بما فيها الوزن الحالي وأهداف التدريب وخسارة الوزن (أي الوزن الذي تسعى للوصول إليه). من الملاحظ وجود عدد محدود من الخيارات لأهداف خسارة الوزن، ما يعني أن الأهداف الخطيرة أو غير الواقعية ليست حتى خياراً وارداً، وهو أمر ممتاز.

يعمل هذا التطبيق عن طريق إحصاء وتسجيل استهلاك البروتينات/ الدسم/ الحريرات والنشاط الرياضي. يمكنك أيضاً أن تستخدم هذا التطبيق كشبكة تواصل اجتماعي، وتشارك مقدار إنجازك ودوافعك. بالنسبة للكثيرين، فإن جزءاً من المشكلة هو فقط انعدام الحافز، وبالتالي فإن الناحية الاجتماعية في التطبيق هامة جداً (نقطة إضافية يسجلها عصر الإنترنت والتواصل العالمي).

يعتبر هذا التطبيق رائعاً في الحفاظ على توازن صحي بين الاستهلاك الغذائي والنشاط البدني، وذلك بالنسبة لشخص مستعد لتسجيل هذه المعلومات يومياً. ولكن بالنسبة للشخص العادي (أغلبيتنا العظمى) ممن لا يجارون التطبيق، أو ممن تتجاوز أهدافهم مجرد خسارة الوزن، فقد لا يؤمن هذا التطبيق الكثير من الفائدة الصحية.

وبما أن التطبيق يعتمد على الاتصال بالإنترنت، فإن تحميل المعلومات قد يكون صعباً، وحتى مع وجود إمكانية اتصال دائمة، فإنه من السهل نسيان مهمة كهذه، غير أنه أداة رائعة لذوي المعايير الصعبة.

أخيراً، وعلى الرغم من أن تطبيقاً يعتمد على إحصاء الحريرات قد يكون أداة عظيمة وحافزاً قوياً، إلا أن المتابعة الدقيقة لاستهلاك الغذاء وتعداد الحريرات، قد يؤدي إلى الهوس والسلوك غير الصحي عند البعض. التطبيق مفيد، ولكن تذكر: هناك ما هو أهم للصحة من تعداد الحريرات.

الذهن: هابيفاي

happifyيقع هابيفاي في الجانب الآخر من طيف التطبيقات الصحية، وهو تطبيق موجه نحو دعم الصحة العقلية والسلوكية الإيجابية. يزعم مصممو التطبيق أنه يستخدم الأبحاث العلمية والدعم العلمي لمساعدة المستخدم في العثور على مفاتيح السعادة. تقول د. أكاسيا باركس على موقعهم الإلكتروني؛ إن "الأبحاث تقترح أن السعادة هي دمج بين مدى رضاك عن حياتك بشكل عام (مثلاً، تأدية عمل ذي معنى)، وإحساسك بأنك في حال جيدة في حياتك اليومية."

بناء على إجاباتك عن الأسئلة الأولية خلال عملية تسجيل الدخول، ينصحك البرنامج بـ "مسارات" مختلفة ذات عناوين مثل: تغلب على أفكارك السلبية. يحوي كل مسار على ألعاب ونشاطات صغيرة، مصممة لتساعدك تدريجياً على زيادة تركيزك والتفكير بإيجابية.

قد تبدو بعض النشاطات صبيانية بعض الشيء، وقد تظهر بعض النصائح وكأنها عمومية إلى حد ما، وليس من الصعب أن ننظر إلى هذا التطبيق ببعض الشك. ولكن من ناحية أخرى، إن حافظت على ذهن متفتح، وقررت أن تصدق فائدة هذا التطبيق على سبيل التجربة، فإن التحسن الناتج عن استخدامه سيبدو ممكناً في أسوأ الأحوال، وهذا جيد، خصوصاً للأغلبية العظمى ممن لا يمتلكون الموارد اللازمة للحصول على استشارة حول الصحة العقلية. يساعد هذا التطبيق على توجيه التركيز إلى الأشياء الإيجابية، إن تابعت استخدامه بشكل مستمر، وهناك ما يدعم أهمية اليقظة المتعمدة علمياً.

أحد الانتقادات التي وجهت إلى هابيفاي، والتي وجدتها ذات صلة حقيقة بالموضوع، هي أنه يبدو وكأنه يحاول استدراج المستخدم إلى شراء حساب ممتاز، حيث يسمح هذا الحساب بمتابعة التقدم مع التطبيق. بالنسبة للذين لا يمتلكون الموارد الكافية للحصول على استشارة حقيقية، يبدو الوصول لطريق مسدود كهذا، خصوصاً بعد إعطاء أمل بالتحسن، معاكساً للهدف الأساسي من التطبيق. إضافة إلى ذلك، لا يقدم التطبيق سوى القليل من ناحية "الاستشارة"، حيث أنه يتمحور فعلياً حول اليقظة والإيجابية، وهي أمور جيدة للصحة العقلية، ولكنها لا تغني عن اختصاصي حقيقي.

توقف، تنفس وفكر

يبدو هذا التطبيق خياراً واضحاً، وذلك بسبب الواجهة البسيطة وذات الطبيعة الحرة. لغة التطبيق سهلة الاستخدام بشكل كبير، وتشجع على الاستخدام، حتى لو بدا مفهوم التأمل مخيفاً للبعض.

يعتبر هذا التطبيق، مثل الكثير من تطبيقات ممارسة التأمل، في فئة مستقلة عن باقي التطبيقات الصحية. ويعود هذا إلى أنه يسمح بمتابعة التقدم والاستجابة، ولكن التأملات الموجودة فيه تؤمن أداة حقيقية لمن يبحثون عن دليل مجاني للاسترخاء العام، التخفيف من التوتر، واليقظة. نؤكد مرة أخرى أن هذا التطبيق ليس بديلاً عن خدمات المعالجة النفسية الحقيقية بأي شكل كان، ولكنه بالتأكيد أداة إيجابية ومفيدة، وتمكنك من العناية بنفسك بما يتجاوز تعداد الحريرات التقليدي.

هناك تطبيق آخر يعمل بنفس الطريقة تقريباً، كالم. يمكن باستخدام هذا التطبيق أيضاً الحصول على نشرات صوتية من الإنترنت، وتركز هذه النشرات على أسئلة المستخدمين حول التوتر، والقلق، وقضايا أخرى هامة حول الصحة والرفاهية العقلية.

الربو :آزما إم دي

ما يجعل آزما إم دي رائعاً، هو أن جميع الأعراض أو الحوادث التي تلقم للتطبيق، يتم حفظها واستخدامها لرسم شكل بياني يظهر أية اتجاهات، يمكن لها، مع الوقت، أن تساعدك على إدراك المحفزات أو الأنماط المحتملة.

يسمح لك التطبيق أيضاً بإرسال كافة معلوماتك إلى الطبيب.

هذا مهم، لأن الإبلاغ عن الأعراض بدقة للطبيب، قد يكون مستحيلاً نظراً لعدم القدرة على تذكرها جميعاً خلال فترة طويلة من الزمن. على الرغم من أن التطبيق يعتمد كلياً على إمكانية التواصل مع الطبيب، إلا أن هذا هو الجزء الأكثر الفعالية منه: أي السماح بإمكانية استرجاع أدق التفاصيل حول الأعراض، وبالتالي الحصول على تشخيص وعلاج أكثر دقة.

ينصح هذا التطبيق أيضاً بشراء مقياس سعة الرئة، وذلك للمساعدة على مراقبة وتسجيل الأعراض. ولكن، وكما في كل التطبيقات الصحية، ما زلت مشككاً بعض الشيء في الاعتماد كثيراً على تطبيق فيما يتعلق بهذه المعلومات الهامة. على عكس تطبيقات اللياقة والحمية، فإن الاعتماد كثيراً على تطبيق طبي للعناية بحالة طبية كالربو قد يكون خطيراً.

إذاً، هل ستحل التطبيقات محل الأطباء؟

ما ذكرناه لا يعدو كونه تلخيصاً لما هو موجود فعلياً، ولكنني لاحظت أن أغلب التطبيقات الطبية تعتمد على المستخدمين لإدخال المعلومات، ولهذا، فهي في أغلبها مجرد أدوات تسجيل ومراقبة حتى الآن. يمكن لهذه التطبيقات أن تقدم الدعم للجهود الصحية الفردية، ولكنها في أغلب الأحيان غير قادرة على تقديم بديل سليم عن الاختصاصي الطبي الحقيقي.

يبدو إذاً أننا مازلنا بعيدين عن إمكانية الاعتماد على التطبيقات لعناية أو مراقبة صحية فعالة سريرياً ورخيصة التكلفة. وعلى الرغم من هذا، فنحن نقترب من هذا الهدف، حيث بدأ الكثيرون فعلياً بالاعتماد على التطبيقات بدلاً من أخصائيي التغذية، ومدربي اللياقة البدنية، والأطباء النفسيين. وهذه التطبيقات فعالة... بدرجات مختلفة. يوماً ما، نأمل بأن فعالية هذه التقنية ستضاهي المطلوب منها (ويبدو أننا نقترب من هذا مع كل سنة).

مواضيع مشابهه