العلماء يكتشفون دواءً جديداً يمكنه القضاء على ثلاثة أمراض مميتة

دواء جديد وأمل جديد

يمنح دواءٌ واحدٌ جديدٌ الأمل لملايين الأشخاص الذين يعيشون في ظروف سيئة ممن قد يتعرضون للإصابة بالأمراض المدارية المميتة. حيث يعدّ مرض شاغاس وداء الليشمانيات ومرض النوم ثلاثة من الأمراض المُعدية التي تؤثر في الكثير حول العالم، وغالباً ما يتمّ إهمال هذه الأمراض. وتنجم هذه الأمراض عن ثلاثة طفيليات وهي: المثقبية الكروزية والليشمانيا والمثقبية البروسية. ويؤدي مرض شاغاس أو ما يعرف بـ "البقّ المُقبّل" إلى تضخّم القلب والجهاز الهضمي.

بينما يُسبّب داء الليشمانيات مجموعة متنوعة من الأعراض تتراوح من فقر الدم والحمّى إلى التلف الكامل لبطانة الأنف والفم والحنجرة. أمّا مرض النوم (أو داء المثقبيات الإفريقي البشري)، فيمكن أن يؤدّي إلى الغيبوبة عندما يتمّ اختراق الدماغ من قبل الطفيليات القادمة عن طريق ذبابة تسي تسي.

وتصيب هذه الأمراض الثلاثة مجتمعة ما يقدّر بعشرين مليون شخص وتقتل 50 ألف شخص كل سنة، وذلك وفقاً لتقرير بي بي سي. ولكن يمكن علاج هذه الأمراض. إلا أنّ العلاجات مكلفة وسامّة وغير عملية. حيث يجب إعطاء الدواء عبر التنقيط الوريدي للأشخاص الذين يعيشون في مناطق نائية وفقيرة حول العالم، فهم الأكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض، وهذا الأمر ببساطة غير ناجح. ولكنّ العلماء تمكنوا من اكتشاف دواء جديد يمكنه القضاء على هذه الأمراض الثلاثة دفعة واحدة.

ربط الطفيليات

في الدراسة التي نشرت في مجلة الطبيعة، اختبر مجموعة من الباحثين 3 ملايين مركّب صنعتها شركة الأدوية نوفارتيس وذلك لمعرفة الدواء الذي سيتمكن من القضاء على طفيليات متعدّدة. وبعد ملايين الاختبارات، خلُص الفريق إلى مركّب (GNF6702)، ثم قاموا بتحسينه لزيادة قدرته على الارتباط بالطفيليات بشكل أقوى بعشرين مرة. وقد تمّ اختبار الدواء بنجاح على الفئران، وسيخضع قريباً للتجارب على البشر بمجرد أن يرى فريق البحث بأن مستويات السميّة آمنة. وفي حال نجاح ذلك، قد ينقذ هذا الدواء آلاف الأرواح المتأثّرة بهذه الأمراض الشائعة والمُهملة.

وتقول الدكتورة إلماري مايبورج، وهي إحدى الباحثين في جامعة يورك، وذلك وفقاً للتقرير: "الأمر الذي يجعل الدواء مميّزاً هو كونه يستهدف الطفيليات الثلاثة معاً، وهذه هي المرة الأولى التي يتمّ فيها ذلك، وبالتالي فهو مميّزٌ جداً".