اسرة الفقيد الميسري تستقبل واجب العزاء بعدن
استقبل محمد الميسري، رئيس قسم المشتريات بديوان وزارة العدل، اليوم واجب العزاء في وفاة والده نائب مدي...
تسمح الخلايا العصبية المرآتية للأشخاص بالشعور بما يقوم به الآخرون. وتتحرّض هذه الخلايا عندما يقوم الشخص بشيءٍ ما، أو عندما يشاهد شخصاً آخر يقوم بنفس الفعل.
الترافق الحسّي: المزج بين الحواسّ
يعدّ الترافق الحسّي أحد السمات العصبية، وله أكثر من 80 نمطاً، مع ازدياد عدد الأشخاص الذين يدركون وجوده عندهم، كما يرتبط غالباً بالمبدعين المشهورين الذين يتواجد لديهم، مثل فاريل وليامز وديفيد هوكني وماري بلايج ومارلين مونرو.
إن ترافق الحواسّ بالأصل هو "حواسّ إضافية"، أي أنّ الأشخاص الذين يتواجد لديهم ترافق بالحواسّ باستطاعتهم سماع الألوان أو رؤية الأصوات. ولتفصيل ذلك بشكل أكبر، فإن الأشخاص الذي يشعرون بالترافق يملكون الاستجابة الطبيعية الأولية لرؤية الرقم "5" في الجريدة مثلاً.
فهم يعلمون بأنه حبر أسود على خلفية بلون بني فاتح، ولكن بنفس الوقت قد يرون هالة بلون أزرق بحري حول الرقم أو ببساطة يربطون اللون مع الرقم ولكن دون رؤية اللون الأزرق.
وتتراوح تجارب الأشخاص الذين لديهم ترافق حسّي من الأرقام والأحرف الملونة إلى رؤية أشكال ملونة أثناء تلحين الموسيقى، إلى النوع الأكثر ندرة حيث يشاهد الأشخاص مجموعات مثل الوقت أو قوائم الأشياء حولهم في الفضاء.
وقد أخبر عالم الأعصاب البارز الدكتور ديفيد ايجلمان كاتبة المقالة بأن الشكل الأكثر إثارة مما قد سمع به عن النوع الأخير هو رجل هندي لم يكن يرى النظام الطبقي في الهند كقائمة، وإنما يحيط به بدلاً من ذلك.
ويمكن أن يكون آخر نمط من هذه السمة قد تمت دراسته بشكل حثيث في المختبرات في جميع أنحاء العالم، هو الأكثر إثارة من بين كل الأنماط، ويدعى الترافق الحسّي المرآتي.
التأثير في العالم
يؤدي الترافق الحسّي المرآتي إلى التعاطف العميق ووجود آثار جسدية عند ما يقارب 1.6 بالمئة من الأشخاص، وله علاقة بما يسمّى بالخلايا العصبية المرآتية. ويوضح ذلك المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية: "تعدّ الخلايا العصبية المرآتية إحدى أصناف الخلايا العصبية والتي تقوم بتعديل نشاطها عندما ينفذ الشخص عملاً حركياً معيناً أو عندما تتم ملاحظة فعل مشابه يقوم به شخص آخر".
فعلى سبيل المثال، شعرت الممرضة ميجان فولمان من مدينة سانت لويس بولاية ميسوري فعلياً بالألم الذي عانى منه مريضها الطفل. كما أصبح جيسون بادجيت من مدينة تاكوما بولاية واشنطن عالماً يشعر بالترافق الحسّي (وقد قامت كاتبة المقال بالمشاركة معه في تأليف كتاب " Struck by Genius ")، وكان لديه خبرة سابقة في عيادة تدبير الألم، والتي لم تتضمن التغلب على آلامه فقط جراء إصابة في الدماغ كان قد أصيب بها خلال عملية سطو، وإنما آلام جميع المراجعين الآخرين الذي حضروا معه وقاموا بمشاركة قصص كل منهم.
وكما ذكر سابقاً، فإن هذه السمة هي بسبب الخلايا العصبية المرآتية في الدماغ، والتي لوحظت لأول مرة عام 1996 عند قرود المكاك من قبل ثلاثة باحثين.
فهم لم تتحرّض فقط عند أداء القردة للنشاطات، ولكن المجموعات نفسها أصدرت ضوءاً على أجهزة التصوير الدماغي أثناء ملاحظتهم للقردة الآخرين وهم يقومون بنفس الفعل. وتوجد الخلايا العصبية في أحد أجزاء الدماغ ويدعى بالقشرة الحركية العلوية والتي تعدّ مسؤولة عن تخطيط الأفعال في المستقبل.
وهناك مجموعة من جيل الألفية الثانية داخل المجتمع المرآتي ممن يمتد تعاطفهم العميق حتى إلى الجمادات، وتطلق كاتبة المقال عليهم اسم: "المترافقين حسياً مع الأجهزة".
فلا تستطيع كاثرين جونستون، وهي من مدينة تاسمانيا بأستراليا وعمرها 24 سنة، المساعدة ولكنها تحرك جسدها بشكل مرآتي للعديد من الأشياء المتحركة، ابتداءً من الرف الموضوع فوق جهاز التدفئة في المنزل إلى إلقاء نفسها بشكل لا إرادي نحو الأمام عندما يحدث اصطدام للسيارات بالقرب منها دون أن يصيبها.
وتوضح ذلك قائلة: "كلما كانت الحركة أقرب أو أكبر، كلما كان ذلك أسوأ".
ولا تتعاطف فانيسا كي، وهي من مدينة ملبورن بأستراليا وعمرها 24 سنة، ببساطة مع الشخصيات في ألعاب الفيديو التي تحب أن تلعب بها، ولكنها تشعر حرفياً بالرياح تمر بالقرب منها أثناء هبوبها، أو تشعر بالألم في حال وقعت هذه الشخصيات على الأرض.
وتوضح إحدى الطالبات التي تقوم بدراسات ما بعد الدكتوراه ذلك بأن فانيسا تعرف أنها ليست هي نفسها في اللعبة، ولكنها تعاني من الخوف من المرتفعات في الحياة الواقعية، وهو غير موجود أبداً بالشكل الذي تقوم به بطلات الألعاب من قفز وطيران.
وقالت نيسا، كما تحب أن تُسمّى: "أشعر بالجاذبية عندما يقفزون إلى الأسفل"، وعرضت هذا المثال من لعبتها المفضلة والتي تولّد لديها أحاسيس جسدية واقعية.
وعرضت مجلة ذا باسيفيك ستاندارد قصة جويل ساليناس المتدرب في كلية الطب بجامعة هارفارد. حيث يعدّ الدكتور جويل ممن يشعرون بالترافق الحسّي المرآتي، كما يمكنه الشعور بالأحاسيس الجسدية التي يشهدها المرضى غير القادرين على التواصل.
وقد تؤدي هذه القصة إلى حلقة تلفزيونية تجريبية لشبكة سي بي اس عن طبيب اسمه "سنسوري" تقوم شخصيته على أساس شخصية الدكتور جويل ساليناس، على الرغم من أن الخطط الأولية لإطلاق الحلقة تعثرت بسبب مشاكل في التمثيل.
وإذا كان بالإمكان تشبيه العقل البشري بجهاز كمبيوتر، فإن الترافق الحسّي المرآتي يُظهر بأن البشرية هي في الحقيقة "شبكة".