العلماء يكتشفون 15 جيناً مرتبطاً بالاكتئاب بفضل دراسة جينية بطريقة حشد المصادر

أكبر دراسة من نوعها

كشفت دراسة جديدة بأن 15 منطقة في جينوم الإنسان مرتبطة بخطر أعلى للإصابة بالاكتئاب الشديد. وقد مولّت الدراسة شركة الأدوية العملاقة فايزر بالتعاون مع شركة الجينات القائمة في كاليفورنيا 23 أند مي وذلك لتحديد المخاطر الجينية للاكتئاب. وتقوم شركة 23 أند مي ببيع معدّات الاختبارات الجينية التي تستخدم عادةً للترفيه الشخصي، مثل معرفة الخلفية العرقية للفرد.

وقد كانت الجهود السابقة قليلة جداً للعثور على أية نتائج، لذلك قامت شركتا فايزر و23 أند مي بإجراء اختبارات على أكثر من 400 ألف شخص. حيث وافق أكثر من نصف عملاء شركة 23 أند مي أو الأشخاص الذين قاموا باستخدام معداتها الخاصة بالاختبارات الجينية على السماح باستخدام حمضهم النووي في مزيد من الأبحاث، كما قاموا بالإجابة على أسئلة الاستبيان المتعلّق بصحتهم.

حقوق الصورة:Harvard University

تعقّب الجينات

كشفت استبيانات عملاء شركة (23 أند مي) عن أكثر من 141 ألف شخص أجابوا بأنه قد تم تشخيص إصابتهم بالاكتئاب. كما تم استخدام بيانات حمض الدنا لباقي العملاء الـ 337 ألف الذين أجابوا بعدم إصابتهم بالاكتئاب كمجموة شاهدة. وأجرى الباحثون "دراسة الرابطة على مستوى الجينوم" حيث تمت مقارنة حمض الدنا عند الأشخاص المصابين بالاكتئاب مع حمض الدنا عند المجموعة الشاهدة السليمة باستخدام طريقة بحث محوسبة. ويمكن أن تشير أية اختلافات جينية تظهر بكثرة عند المرضى إلى الجينات المرتبطة.

ويقول دوغلاس ليفنسون، وهو طبيب نفسي وباحث في مجال الجينات في جامعة ستانفورد وأحد المشاركين في مجموعة أخرى متخصّصة بتعقب الجينات وتدعى اتحاد الجينومات النفسي: "الأمر الهام هو أن شركة 23 أند مي جعلتنا نتجاوز نقطة الانعطاف للاكتئاب، وذلك يبدو مثيراً، حيث يجعلنا متفائلين بأننا قد وصلنا أخيراً إلى هناك".

ويدفع الباحثون لإجراء دراسات أكبر حول الاكتئاب، وبالتالي بدأت حكومة الولايات المتحدة بتنفيذ خطط لقاعدة بيانات طبية دقيقة لمليون شخص. ويقول الخبراء بأن الخطر الجيني للاكتئاب لا يسبّبه 15 جيناً فقط، وإنما مئات الجينات، ويريدون معرفة وتحديد تلك الجينات.