جديد الأخبار

علوم وتقنية

العلماء يعتقدون بأنهم اكتشفوا الهرمون الذي يعكس شيخوخة الخلايا عند الإنسان

عدن لنج - مرصد المستقبل
 

كشف العلماء عن هرمون ذكري يعكس شيخوخة الخلايا، الأمر الذي قد يفيد في إعداد علاجات جديدة للقضاء على الأمراض التي تسبّبها شيخوخة الخلايا وتلفها.

العودة بالزمن إلى الوراء

cell-agingNIH Image Gallery/Flickr

تشير إحدى التجارب السريرية وللمرة الأولى إلى أن استخدام الهرمونات يعكس آثار الشيخوخة التي تحدث بشكل طبيعي في الخلايا. وذلك لا يعني العثور على طريقة للعيش إلى الأبد، ولكن هذا الاكتشاف قد يساعد البعض في عيش حياة أطول وأكثر صحة.

وفي أحدث التجارب، استخدم باحثون من البرازيل والولايات المتحدة الهرمون الذكري الاصطناعي الستيرويدي "دانازول"، وذلك لتحفيز إنتاج انزيم يدعى تيلوميراز المعروف مسبقاً بحفاظه على الخلايا فتيّةً من خلال إيقافه لانكماش حمص الدنا داخلها. وقاموا بإجراء ذلك عن طريق إيقاف تنكّس التيلوميرات، والتي تمثل أطراف نهاية الصبغيّات (التي تظهر باللون الأحمر في الصورة).

وأوضح رودريغو كالادو، وهو أحد الباحثين في جامعة ساو باولو في البرازيل: "إن إحدى العمليات المرتبطة بالشيخوخة هي القصر التدريجي للتيلوميرات، والتي تعدّ البنى الحامية لحمض الدنا في نهاية الصبغيات، بما يشبه الأطراف البلاستيكية لأربطة الحذاء". ويضيف أيضاً: "في كل مرة تنقسم فيها الخلية، تصبح التيلوميرات أقصر، حتى تعحز الخلية عن التكاثر في نهاية الأمر وبالتالي تموت أو تصبح هرمة (أي متقدمة بالعمر بيولوجياً). ولكن انزيم التيلوميراز يمكنه الحفاظ على الطول السليم للتيلوميرات حتى بعد انقسام الخلية".

وقد أظهرت الدراسات السابقة كيفية إيقاف شيخوخة الخلايا عن طريق زيادة انزيم التيلوميراز والذي تنتجه بشكل طبيعي الخلايا المنقسمة باستمرار مثل الخلايا الجذعية المكوّنة للدم. ويمكن لنقص الانزيم أن يؤثر على الأعضاء الداخلية ويزيد من خطر الإصابة بالسرطان.

وتثبت الدراسة الأخيرة بأن الستيرويدات الموصوفة طبياً باستطاعتها توليد انزيم التيلوميراز حسب الطلب، الأمر الذي يؤكد ظهور نفس النتائج التي لاحظها الفريق في المختبر سابقاً في جسم الإنسان.

إيقاف الانكماش

ويرتكز الباحثون على هذه الفكرة في أنه قد يمكن تطوير علاجات جديدة لبعض الأمراض مثل فقر الدم اللا تنسّجي (حيث تشيخ الخلايا الجذعية لنقي العظام قبل أوانها). ومن الأهداف المحتملة أيضاً مرض التليّف الرئوي (حيث تصبح الرئتين متندّبة).

وتمّ ضمن هذه الدراسة وصف دواء دانازول لمدة تزيد عن عامين لـ 27 مريضاً مصاباً بفقر الدم اللا تنسّجي، والذي يعود سببه إلى طفرات في جين انزيم التيلوميراز.

ومن الجدير بالذكر أن الشخص العادي يخسر عادةً خلال تلك الفترة 100-120 زوجاً من أسس التيلوميرات سنوياً (وهي المكونات الأساسية لحمض الدنا)، ولكن الأشخاص الذي يعانون من عوز انزيم التيلوميراز قد يخسرون 200-600 زوجاً من الأسس خلال نفس الفترة. وعند إعطاء العلاج الجديد، لم يتوقف انكماش طول التيلوميرات في خلايا المشاركين بالدراسة فحسب، بل ازداد بمقدار 386 زوجاً من الأسس بشكل متوسط. وعلاوة على ذلك، ارتفعت كتلة الهيموجلوبين أيضاً، ما يعني أن المرضى توقفوا عن نقل الدم.

ويضطر العلماء إلى التقدم بحذر لأن استعمال الهرمونات الجنسية له آثار جانبية ملحوظة مثل تقلّب المزاج والتعب ومشاكل الجهاز الهضمي. ومع ذلك، تعدّ معرفة كيفية مواجهة أحد المحرّكات الحيوية للشيخوخة قيّمة في كل أنواع البحوث المستقبلية، وإن كان اكسير الشباب بعيداً عن متناول اليد حالياً.

ويقتضي التنويه إلى أن النتائج منشورة في مجلة نيو انجلاند الطبية (نيو انجلاند جورنال اوف ميديسن).

 

مواضيع مشابهه