تصادم ضخم قد يكون السبب في تكوّن أقمار المريخ

عدن لنج - مرصد المستقبل

 

قدم فريق عالمي من الباحثين نظرية راسخة قد تشرح طبيعة قمري المريخ، فوبوس وديموس.

أبناء المريخ

حظي الكوكب الأحمر بالكثير من الاهتمام، والوقت، والجهد، إلا أن قمريه الصغيرين، فوبوس وديموس، لم يحظيا بنفس القدر. حتى أن أصلهما ومكوناتهما لا زالا مجهولين. غير أن هذا قد يتغير قريباً.

قدم فريق متعدد الاختصاصات، يتضمن باحثين من فرنسا وبلجيكا واليابان، دراسة تتضمن نموذجاً قد يشرح أصل القمرين ويلقي الضوء على كيفية تطور الأقمار في النظام الشمسي.

كانت هناك نظريتان تحتلان الحيز الأكبر من النقاش الدائر حول تاريخ القمرين. أحدهما اقترحت حدوث التقاط للقمرين، حيث كانا كويكبين وقعا في نطاق جاذبية المريخ، وتقول النظرية الأخرى أن القمرين تكوّنا من الحطام الناتج عن التصادم بين المشتري وكوكب آخر في طور التشكل، وهي ذات النظرية التي اقتُرحت لتفسر كيف تشكّل قمرنا (والمسماة على سبيل الفكاهة: الضربة القاضية)، غير أن كيفية تشكل قمرين من حدث كهذا تشكل ثغرة كبيرة في هذه النظرية، على الأقل فيما يتعلق بالقمرين فوبوس وديموس.

 

توضيح لمراحل تشكل القمرين المريخيين حقوق الصورة:TRINH/ Observatoire Royal de Belgique PATCHING HOLES

سد الثغرات

يقدم النموذج الجديد، آنف الذكر، حلاً لملء الثغرة الموجودة في نظرية التصادم، حيث يقول إن تشكل القمرين يعود إلى دوران محوري أكثر بطئاً مما كان عليه في حالة الأرض والقمر.

تقترح الدراسة المنشورة في مجلة "علوم طبيعة الأرض" التسلسل التالي للأحداث: منذ ما يقارب 4 إلى 4.5 مليارات سنة (وهو وقت مبكر جداً في تاريخ النظام الشمسي)، تعرض المريخ لتصادم هائل مع جسم بثلث حجمه تقريباً، وتجمع الحطام الذي وقع في نطاق جاذبية المريخ على شكل قرص مشابه لحلقات زحل، وعندها تشكل بشكل تدريجي قمر ضخم تعادل كتلته ألف ضعف من كتلة فوبوس، وهذا تماماً السيناريو الذي أدى لنشوء قمرنا.

غير أن الاختلاف بين نشوء قمر الأرض وقمري المريخ يعود إلى الاختلاف في سرعات الدوران، حيث كانت الأرض تستغرق أقل من 4 ساعات لتكمل دورة كاملة حول محورها، على حين أن دورة المريخ كانت أبطأ بكثير على مدى 24 ساعة، وقد سمح الدوران البطيء للحطام أن يتكتل على شكل أقمار أصغر، ونتيجة للحركة المدية المريخية (الأثر التجاذبي الناتج عن أقمار المريخ ودورانه) فقد انجذبت جميع الأقمار باتجاه المريخ وسقطت على سطحه، باستثناء القمرين الأبعد: فوبوس وديموس.

قد تقدم هذه النظرية تفسيراً لأحد أقدم الألغاز حول المريخ: ما السبب في كون نصفه الشمالي أكثر تفلطحاً من نصفه الجنوبي، حيث قد يكون حوض بورياليس (وهو منطقة منبسطة شبيهة بالحوض في النصف الشمالي للمريخ) ناتجاً عن هذه الصدمة القديمة التي أدت لتشكل الأقمار.

على الرغم من أن هذه النظرية تعتبر جيدة، إلا أنها ستبقى مجرد تخمين إلى أن تحصل المهمات الفضائية المقبلة على صور وعينات تثبت أن القمرين مؤلفان من مزيج من طبقة المريخ الخارجية والحطام.

المصدر: CNRS News