"جونو" ينفذ مناورات خطرة في عملية تمركز ملحمية قرب المشتري

عدن لنج - مرصد المستقبل

 

مع نجاح تمركز "جونو" قرب المشتري، كان على المسبار أن يؤدي مناوراته الأكثر حساسية حتى الآن.

لقد وصل أخيراً!

يعتبر وصول مسبار ناسا "جونو" أحد أكثر الأحداث انتظاراً لهذه السنة، وبدءاً من تاريخ 4 يوليو، يمكننا أن نعجب بكفاءة ناسا لتنفيذها المتقن لهذه العملية. عندما تم تأكيد نجاح التمركز المداري حول المشتري للمسبار بعد طول انتظار، عم الابتهاج والتهليل في مختبر ناسا للدفع الصاروخي في "باسادينا".


مناورات خطرة

انطلق "جونو" من الأرض بتاريخ 5 أغسطس، 2011، سابحاً في فضاء النظام الشمسي، متخذاً أقصر مسار ممكن نحو الكوكب الأضخم فيه. وما أن شارفت الرحلة على الانتهاء، قام المسبار بتنفيذ مناوراته الأصعب، وهي عبارة عن سلسلة من الحركات المتتابعة الدقيقة، التي تهدف إلى إبطائه بما يكفي لتجره جاذبية الكوكب إلى المدار. أقلع "جونو" محركه الرئيسي على بعد 2609 ميلاً من المشتري بالضبط لمدة 35 دقيقة، ما أدى لتناقص سرعته بمقدار 542 متراً في الثانية تقريباً (336 ميلاً في الساعة). لو ارتكب جونو أدنى خطأ في عملية الكبح هذه، لفشل استقراره في المدار كلياً، ليتابع طريقه في النظام الشمسي، حيث أن الفشل في تحقيق السرعة المطلوبة تماماً، يعني فشل التزامن مع جاذبية الكوكب الغازي العملاق.

ما يزيد الأمور خطورة هو أن جونو كان يعمل بشكل ذاتي تماماً. حيث تتطلب الإشارات لتقطع المسافة من المشتري إلى الأرض 49 دقيقة، وإن حدثت مشكلة ما أثناء عملية التمركز، فإن معالجتها عن بعد أمر مستحيل. في الواقع، فإن ناسا لن تعلم حتى بوقوع المشكلة إلا بعد فوات الأوان.

نظراً لكل هذه المناورات الخطرة، إضافة إلى بيئة المشتري القاسية، كان من اللازم وضع الأجزاء الأكثر الحساسية من المسبار ضمن غلاف من التيتانيوم. فكافة أدواته التسعة المخصصة للقياس، أطفئت أثناء عملية التمركز حفاظاً عليها، وبالتالي، يجب علينا أن نصبر قليلاً لنرى الصور التي ينتظرها الجميع، حيث سيتم تشغيل أدوات جونو في دورته المدارية القادمة.

المصدر: WIRED