تحليل: يا عم مثنى اطمئن بنستمر بالنضال

عدن لنج / متابعات

"يا عم مثنى اطمئن بنستمر بالنضال"
ثابت حسين صالح*
لست من الذين يرون أن مناطق محددة فقط، فيها الشجعان، بل أرى أن الشجعان موجودون في كل منطقة، وعكسها صحيح أيضا.
تحتفظ ذاكرتي وذاكرة المؤرخين بآلاف الشجعان الشهداء، منهم والأحياء من كل مناطق الجنوب.
ولا حاجة بنا إلى ذكر أسماء سواء كانت للمناطق أو الأشخاص...فذلك محفور في الذاكرة الجنوبية الخالدة.
هذا المقال استلهمت عنوانه من رد الشاعر مساعد راشد الحريري على كلمات الفقيد مثنى سالم عسكر التي بعثها من منفاه في القاهرة.
إنها وصية أب وقائد مناضل صلب وشجاع الى كل شباب الجنوب بالثبات والصبر:
يا شوق قلبي لرؤيتكم وتلك الجبال...ذي في رباها شربت الحب شربه هنيه.
ذي كنت فيها فلاح بالمحر والنبال...وكنت برعي مع الرعيان في كل ليه
يا أرض تربينا فيها وخضنا النضال...من ينكره جاحد وذمته مهتريه
تمسكوا يا شباب دايم بحسن الخصال...الصبر مطلوب لو لحوال ماهي سويه
محد مخلد بها مصيرها للزوال...ويبقى العز والناموس من رأس ليه.
في تعقيب الحريري على كلمات مثنى سالم اخترت لكم الأبيات التالية التي يصف فيها قوة تأثير كلمات مثنى سالم:
لأبيات شعره أثر هزي شموخ الجبال...واهتز ردفان كله والجنوب العصية...
إلى أن يصف كلام الشاعر بالوصية التاريخية:
آخر كلامه أوصانا بأفضل وصية...بالصبر أوصانا وأحيانا بحسن الخصال
والعز والناموس يصبح سجيه.
ويقطع الشاعر الحريري عهد الرجال للمناضل مثنى سالم عسكري:
يا عم مثنى اطمئن بنستمر بالنضال...جنوبنا راجعه باقي معانا شويه.
بنضال احفادكم بنستعيد المنال...والحرية راجعه متلبسة بالهوية
سجية أجيالنا...كي لا يضيع المنال...أشبالنا من أسود...كانت لديها حميه.
الخلاصة:
البدع والجواب يلخصان بقالب فني أدبي جميل ورائع تبادل وتوارث راية النضال الجنوبي جيلا بعد جيل، دون كلل أو ملل، وتحدي الجبروت والطاغوت والتعقيدات والتآمرات.
وما احوجنا اليوم يا شباب إلى التأمل بهذه الكلمات وهذه الصفات وهذه العزيمة، وللوقوف صفا واحدا مع قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس المكافح عيدروس الزبيدي ورفاقه العاملين الذين حملوا رؤوسهم على اكفهم وما زالوا في طليعة المناضلين ولن يتنازلوا قيد أنملة عن ثوابت نضال الشهداء والجرحى من الآباء والأبناء والأحفاد.
باحث ومحلل سياسي وعسكري