انتصارات عظيمة حققتها النخبة الحضرمية في اجتثاث تنظيم القاعدة

عدن لنج/ كيان شجون

ثمانية أعوام مرت على تحرير ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة الإرهابي، حيث كان هذا التحرير بمثابة نقطة فارقة في حياة أبناء ساحل حضرموت بعد أن عاث التنظيم القاعدة فيها فساد وحرم أبنائها من حقوقهم وكمم الأفواه المناهضة له عن طريق القتل والاعتقالات.

عاش أبناء ساحل حضرموت عاما من الظلم والاستبداد منذ سيطرة تنظيم القاعدة الإرهابي على مدن الساحل في الثاني من أبريل عام 2015 م، ولكن هذا الظلم سرعان ما تبدد عندما جاء موعد الخلاص والتحرير في الرابع والعشرين من أبريل عام 2016 م على يد النخبة الحضرمية التي تشكلت بدعم من دولة الإمارات العربية ضمن قوات التحالف العربي.

محاربة الإرهاب، وتثبيت الأمن والاستقرار كان أهم الإنجازات التي حققتها قوات النخبة طيلة الثامنة السنوات الماضية وأصبحت بذلك نموذج يحتذى به في تطبيع الحياة والحفاظ على الدعائم الأمن والسكينة.

* استلام وتسليم
أوضح عضو المجلس الاستشاري الجنوبي سالم أحمد المرشدي في حديثه" لعدن لنج" أنه في الوقت الذي كانت الحرب في مشتعلة ضد المليشيا الحوثي وإخراجهم من عدن كذلك العالم أجمع بما فيهم دول التحالف العربي تفاجئنا في أبريل ٢٠١٥ م باحتلال تنظيم القاعدة للمكلا وبقية المديريات ال ١٢ التي تشكل ساحل حضرموت بيد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب

وأشار المرشدي إلى أنه كانت هناك عملية استلام وتسليم بين المنطقة العسكرية الثانية التي ينحدر جنودها وقيادتهم من صنعاء تحت قيادة المخلوع صالح حيث سلمت المدينة دون طلقة رصاص واحدة، ومن ذلك اليوم ولمدة عام كامل عاش أبناء حضرموت تحت سيطرة التنظيم الإرهابي الذي غير مجرى الحياة في المكلا وبقية المدن مثل غيل باوزير والشحر.

* * تجربة قاسية
وأضاف أن أبناء حضرموت مروا بتجربة قاسية ومريرة من سيطرة القاعدة على مدينة المكلا، ولا تزال هي الأقسى بالنسبة لهم، حيث عمد التنظيم في اليوم الأول لدخول المكلا بفك سراح كل نزلاء السجن المركزي بالمكلا الذي كان يحتوي على عدد كبير من معتقلي القاعدة إضافة إلى سيطرتهم على البنك المركزي بالمكلا وشركة النفط وتم أخذ مبلغ يقدر بملايين الدولارات إضافة إلى الاستفادة من الموانئ في المحافظة لجمع الضرائب وغيرها من الأموال التي سيطر عليها التنظيم.

* * تقييد الحريات
وبين المرشدي أن تنظيم القاعدة عمد أيضا على تقييد الحريات العامة في المكلا ومنع أي عمل مسرحي وحرق مبنى إذاعة المكلا المحلية وكل الأرشيف الذي تحتويه وكدا تنفيذ بعض الأحكام مثل الرجم حتى الموت وقطع الأيدي والإعدامات جرت لشخصين ضمن أعضاء التنظيم وصلبهم ٢٤ ساعة بجسر المكلا والآخر بجسر الخور في منظر مرعب للغاية لم يعتد عليه أبناء حضرموت واستمرت تلك المعاناة عاما كاملا.

* * تحرير ساحل حضرموت
وتابع بالقول قبل تحرير ساحل حضرموت تم تعيين اللواء البحسني قائد المنطقة العسكرية الثانية واستبشر أبناء حضرموت بهذا التعيين خير، وزاد من معنوياتهم نتيجة ما يمتلكه من حنكة عسكرية وشجاعة، وفعلا تم تحرير المكلا في ٢٤ أبريل ٢٠١٦ م، وتم طرد تنظيم القاعدة من ساحل حضرموت.

* * معركة التحرير
وعن معرض حديث عضو المجلس الاستشاري الجنوبي سالم أحمد المرشدي عن معركة تحرير ساحل حضرموت أن معركة التحرير معركة أشرف عليها التحالف العربي ممثل بدولة الإمارات العربية المتحدة تضمنت العمل على إنهاك التنظيم عسكري والقضاء عليها، واستغرقت أشهرا فقط حيث بدأت بتجنيد وتدريب القوات من أبناء حضرموت والتي شكلت النواة الأولى للنخبة الحضرمية.

وأوضح المرشدي أن عملية التحرير تمت من ثلاثة محاور قتالية شلت قدرات التنظيم الإرهابي بوقت قياسي، حيث التقت المحاور الثلاثة في ساحل حضرموت ثم اتجهت صوب مدينة المكلا، عاصمة المحافظة، وبعد انهيار تنظيم القاعدة الإرهابي وتقطيع أوصاله فر الإرهابيون من المكلا وتقدمت قوات النخبة الحضرمية حتى الريان ومن ثم دخول المكلا.

* * تجفيف منابع الإرهاب
ولفت المرشدي إلى أن عملية تحرير المكلا والانتصارات التي التي تحققت لم تتوقف العملية العسكرية لتحرير المكلا وغيل باوزير الشحر فقط لكنها امتدت حتى تم تجفيف منابع الإرهاب حيث نفذت النخبة الحضرمية ثلاث عمليات عسكرية لا تقل أهمية عن تحرير المكلا.
واستطرد حديثه بالقول إن هذه العمليات تم الانتشار والسيطرة لتحرير الأجزاء الغربية ومرتفعات حضرموت وحملت هذه العمليات أسماء المسيني، والجبال السود، والقبضة الحديدية، في منطقة دوعن ومحيطها، وكانت هذه العمليات العسكرية في عام ٢٠١٨ م عملية بداية العام وعملية في منتصف العام وعملية آخر العام.

* * ذكرى غالية
واختتم عضو المجلس الاستشاري الجنوبي سالم أحمد المرشدي حديثه قائلا إنه نحتفل بالذكرى الثامنة لتحرير المكلا ساحل حضرموت، وهذا اليوم يعد ذكرى غالية على قلوب أبناء حضرموت خاصة والجنوب عامة وهي تحرير محافظة حضرموت من براثن التنظيمات الإرهابية المتطرفة وتحديدا تنظيم القاعدة الإرهابي، في معركة وملحمة لا ينسى الدور الإماراتي العظيم بها.
* * تضييق الحريات
أما المحلل السياسي نجيب محفوظ قال بكل إن مديريات ساحل حضرموت خلال سيطرة التنظيم الإرهابي القاعدة عليها في الثاني من أبريل عام 2015 م عاشت الغبن وكبس التنظيم الإرهابي على صدور ونفوس أهلها من خلال إصداره الفتاوى التكفيرية وممارسته التضييق على الحريات التي تكفلها النظم والقوانين وحتى العادات والتقاليد السائدة لأبناء حضرموت.

* * دحر التنظيم الإرهابي
وأضاف محفوظ أنه ما إن تم دحر التنظيم الإرهابي القاعدة من مديريات ساحل حضرموت انجلت الغمة وانزاحت عن أبناء حضرموت الذين تنفسوا الصعداء وانشرحت صدورهم ونفوسهم بتحرير أرضهم وطرد التنظيمات الإرهابية وقوى الاحتلال اليمني منها، حيث ظلت قوى الاحتلال اليمني تدفع بالتنظيمات الإرهابية إلى الجنوب وتنفذ عمليات الإرهاب في مختلف محافظات الجنوب لتحقيق غايتها في إلصاق تهم الإرهاب والقاعدة أمام دول الإقليم والعالم بأبناء حضرموت والجنوب العربي بشكل عام.

* * دور النخبة الحضرمية
بالنسبة لمعركة تحرير مدن ساحل حضرموت ودور النخبة الحضرمية في عملية التحرير أشار نجيب محفوظ في حديثه "لعدن لنج " إلى أن قوات النخبة الحضرمية خاضت معركة تحرير المكلا وباقي مديريات ساحل ومرتفعات حضرموت بدعم وإسناد من سلاح الجو الإماراتي وإسناد بمشاركة فعلية على أرض المعركة من القوات الجنوبية ليمتزج على أرض حضرموت الدم الحضرمي والجنوبي ما رسخ اليقين لدى الحضارمة أن حضرموت في إطار الجنوب ستكون قوية وفي مأمن من أطماع المحتلين والطامعين.

* * الدور الإماراتي
وعن دور الإمارات بين المحلل السياسي نجيب محفوظ أن الدور الإماراتي كان عظيما وتجلى بالسخاء المادي والعسكري الذي أسهم في دعم تأسيس قوات النخبة الحضرمية، وتواصل الدور الإماراتي في دعم تحرير ساحل حضرموت من خلال مشاركة سلاح الجو الإماراتي في قصف ثكنات التنظيم الإرهابي القاعدة وإسناد قوات النخبة الحضرمية التي كانت تخوض معركة التحرير ما أسهم في تمكين قوات النخبة الحضرمية المسنودة بالقوات الجنوبية من تحقيق النصر المؤزر وتحرير ساحل حضرموت.
* * دور بطولي
سياسيون وناشطون جنوبيون أكدوا على الدور البطولي لقوات النخبة في تحرير ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة الإرهابية بدعم وإسناد قوات التحالف العربي ممثلة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية.
الناشطون والسياسيون أشاروا أيضا إلى أن مناسبة الذكرى الثامنة لتحرير المكلا وساحل حضرموت من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي مناسبة لتحرير وادي وصحراء حضرموت، مطالبين بسرعة إحلال قوات النخبة الحضرمية الجنوبية بدلا عن قوات المنطقة العسكرية الأولى.