• النازحون...الهروب من سعير الحرب إلى جحيم المعاناة

عدن لنج / تقرير/ كيان شجون

منذ اندلاع الحرب الشعواء التي شنها الحوثيون على اليمن تشهد البلاد حركة نزوح كبيرة من مناطق الصراع بحثا عن مكان آمن حيث بلغ عدد النازحين وفقا لتقرير أممي صدر في الثامن من أغسطس للعام 2023 م نحو 4 ملايين ونصف مليون نازح، أغلبهم من الأطفال والنساء بمعدل 80 بالمئة.
وبحسب تقارير لمنظمات محلية ودولية فإن أكثر من 13 محافظة مكتظة بالنازحين الذين قدموا من مناطق الصراع ومناطق سيطرة الحوثيين وكان أبرز هذه المحافظات هي الحديدة وتعز ومأرب، هربا من جحيم الحرب إلا أنهم وجدوا أنفسهم في معاناة أخرى لا تقل عن معاناتهم التي كانوا يتكبدونها في مناطق الصراع.
حيث يعاني النازحون أوضاعا إنسانية صعبة للغاية، خاصة في مخيمات النزوح حيث لا تتوفر المأوى المناسب والمواد الغذائية وغير الغذائية والمياه الصالحة للشرب ‏والإصحاح البيئي واحتياجات الصحة والتعليم والحماية، في ظل غياب دور الحكومة والمنظمات الدولية تجاه النازحين.
• أعداد النازحين
الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في اليمن نشرت في بداية شهر فبراير تقريرها السنوي حول الاحتياجات الإنسانية للأسر النازحة، الذي جاء تحت عنوان "الاحتياجات الإنسانية للنازحين 2023″، وكشفت في التقرير عن وجود ما يقارب ثلاثة ملايين نازح ‏يتوزعون في 13 محافظة، هي العاصمة عدن، ومحافظات لحج، والضالع، وابين، وتعز، والجوف، ومأرب، وشبوة، حضرموت، والمهرة، سقطرى، والحديدة وحجة، يعيشون في ‏646 مخيما و927 تجمعا سكاني في 105 مديريات.
•  نزوح جديد
الوحدة التنفيذية رصدت في تقريرها الشهري التي نشرته في الثاني والعشرين من فبراير الجاري نزوح 370 أسرة جديدة، خلال شهر يناير الماضي للعام 2024 م.
وقالت الوحدة في تقريرها إن استمرار الحرب في اليمن أدى إلى زيادة حركة النزوح داخليا من مناطق الصراع إلى المحافظات والمناطق الآمنة والمحررة، مشيرة إلى أن خلال شهر ینایر 2024 نزحت ما یقارب 370 أسرة بنحو 1,986 فرد من 19 محافظة، حیث شكلت نسبة الأسر النازحة من محافظة الحدیدة 32 % وتعز بنسبة 20 %، وإب ومأرب (11 %) ومن (1-9) % کلاً من المحافظات صنعاء، وذمار ، وعمران، وحجة، والبيضاء، والجوف، والمحویت.
• الهجرة الدولية
أما منظمة الهجرة الدولية في اليمن (IOM)، أعلنت في تقريرها الأسبوعي الذي أصدرته اليوم الأحد 25 فبراير 2024 م، عن حصيلة الأسر التي تعرضت للنزوح منذ مطلع العام الجاري، مبينة استمرار النزوح في اليمن بشكل يومي، أغلبها من المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية.
وأشارت المنظمة إنه في الفترة من 1 يناير إلى 24 فبراير 2024، قامت مصفوفة تتبع النزوح التابعة لها، بتتبع 552 أسرة الذين نزحوا من مناطقهم مرة واحدة على الأقل، موضحة أن أغلب
حالات النزوح إلى محافظات أخرى جاءت من محافظتي مأرب والحديدة، وحالات النزوح داخلية، إضافة إلى حالات نزوح داخلية في محافظة الحديدة.
• عوامل زيادة السكان
الوحدة التنفيذية للنازحين في عدن أشارت في تصريح" لعدن لنج إلى أن هناك عوامل كثيرة أسهمت في زيادة عدد السكان والذي أثرت على الخدمات ولعدم وجود تعداد سكاني شامل يوضح تواجد هذه الفئات التالية النازحين، واللاجئين، والمهاجرين غير الشرعيين، والعمالة الفردية، الهجرة الداخلية، الهجرة التجارية، والهجرة السياسية.
وأضافت الوحدة أن كل هذه الفئات تحتاج إلى حصر ورصد دقيق لتأكد من نسبة تسبب النازحين في زيادة السكان مقارنة بالفئات الأخرى، وبحسب تقديرات الأمم المتحدة للنزوح في اليمن في خطة الاستجابة الإنسانية قرابة ثلاثة مليون وثمانمائة نازح بنسبة 8 إلى 10 % من عدد السكان.
•  النازحين في عدن
وقالت الوحدة إنه بحسب تقديرات الجولة التاسعة والثلاثون التي تنفيذها أواخر عام 2023 م والتي نفذتها منظمة الهجرة الدولية وبالشراكة مع الجهاز المركزي للإحصاء ووزارة التخطيط والتعاون الدولي والوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين فقد بلغت تقديرات النازحين في محافظة عدن أكثر من ثلاثمائة ألف نازح وبلغ عدد العائدين إليها من أبنائها أكثر من ستمائة ألف عائد.
•  معاناة النازحين
وعن معاناة النازحين في مخيمات النزوح أوضحت الوحدة التنفيذية أن النازحون في مخيمات النزوح يعانون معاناة شديدة نتيجة النزوح المطول وتناقص الدعم المقدم من المانحين لتغطية خطة الاستجابة الإنسانية.
وتابعت في حديثها من أجل التخفيف من معاناة النازحين يجب على الدولة أن تتولى قيادة العمل الإنساني بتأهيل مؤسسات الدولة لكي تقوم بدورها وفق استراتيجية خروج آمن، وأن يتم الانتقال من مرحلة الطوارئ إلى مرحلة الحلول الدائمة والمستدامة.
•  مسارات ثلاثة
وبينت أن الوحدة التنفيذية تعمل كجهة حكومية تابعة لرئاسة الوزراء مختصة بالنازحين في ثلاث مسارات وهي المسار الحكومي حيث نعمل مع الجهات الحكومية ذات العلاقة على التنسيق والتعاون المستمر بما من شأنه التخفيف من معاناة النازحين، والمسار الإنساني وتسهل الوحدة تدخلات المنظمات الأممية والدولية والمحلية في الميدان وتنسق جهودهم بما يضمن الوصول لجميع النازحين وعدم تكرار المساعدات لبعض المستفيدين دون بعض.
وأضافت أن المسار الثالث هو مسار النازحين حيث تعمل الوحدة التنفيذية على إدارة قرابة 700 مخيم و1700 منطقة في ثلاثة عشر محافظة يتواجد فيها قرابة مليونين وثمانمائة ألف نازح تقوم الوحدة التنفيذية على تسجيلهم رصد احتياجاتهم ورفعها للشركاء الإنسانيين ومتابعة توفيرها وتقوم كذلك بحل مشاكلهم وحمايتهم من أي اعتداء عليهم.