الطوابع البريدية... مرآة تعكس تاريخ عدن الثقافي

عدن لنج / كيان شجون

تميزت مدينة عدن منذ القدم بتاريخها الحضاري والثقافي فقد تنوعت الثقافات فيها ومن هذه الثقافات التي عرفت بها الطوابع البريدية فقد اشتهرت عدن بالطوابع البريدية التي تلاشت مع الوقت لأسباب عديدة.

وفي خطوة جديدة ومتميزة أقدمت عليها مؤسسة عدن أجين في إعادة الوجه الثقافي لعدن وإعادة الطوابع البريدية إلى الواجهة قامت المؤسسة بتنظيم معرض للطوابع احتوى على مئات الطوابع القديمة المحلية والدولية، لفتح نوافذ جديدة للأجيال الجديدة للتعرف على هذه الطوابع التي تعكس حضارة عدن.

* * إبراز التراث الثقافي

نسمة حسين من فريق إدارة المشاريع في مؤسسة عدن أجين قالت في حديثها "لعدن لنج " إن المعرض ختام لمشروع "طوابع عدن" اللي نفذته مؤسسة عدن أجين بتمويل من بنك اليمن والكويت، بدأ بتنفيذ 6 جداريات على بعض أسوار كريتر وانتهى المشروع بمعرض "طوابع عدن" والذي كان أول فعالية في عدن مختصة بالطوابع البريدية.

وأضافت أن الهدف الأساسي من المعرض هو إبراز التراث الثقافي المتنوع لعدن وتسليط الضوء عليه من خلال الطوابع البريدية، إضافة إلى عرض مئات الطوابع التي تسلط الضوء على تراث ومعالم المدينة لرفع الوعي بأهمية هذه المعالم.

* * الإعادة للواجهة

وأشارت نسمة إلى أن الفعالية أعادت هواية جمع الطوابع للواجهة بعد أن اندثرت في عصر التكنولوجيا، حيث إن عدن كانت السباقة في مجال البريد والطوابع البريدية وذلك ما اكتشفه الحضور المتعطش للمعرفة الثقافية من الجيل الجديد، حيث تم عرض طوابع بريدية من بلدان عديدة ومختلفة لغرض التعريف بثقافات وتراث الشعوب الأخرى وتسليط الضوء على وحدتنا الإنسانية، وطوابع بريدية تسلط الضوء على قضايا إنسانية مثل السلام وغيرها من القضايا الإنسانية.

وتابعت نسمة بالقول أتمنى أن هذا المعرض يعتبر انطلاقة لبقية المبادرات، أنه تستمر بعمل التجمعات الخاصة بالطوابع البريدية وتبقى عادة تحدث كل سنة مثلا، مشيرة إلى أنه جهتنا نحن كمؤسسة عدن أجين الثقافية فإننا مهتمون بكل ما يخص إبراز الطابع الثقافي لمدينة عدن وإقامة الفعاليات لرفع الوعي بأهمية الدور الثقافي للمدينة.

* * جمع الطوابع

وأوضحت نسمة حسين أن تعد هواية جمع الطوابع من الهوايات الحساسة التي تحتاج إلى اهتمام كبير وبطريقة خاصة كي لا يتلف مع الوقت، وان الطوابع تحفظ بألبومات خاصة وبترتيب معينا والتعامل مع الطوابع بحرص كبير لتفادي أي تلف ممكن يحصل لها.

* * أهمية الطوابع

وبالنسبة إلى أهمية جمع الطوابع البريدية بينت نسمة حسين أن هواية جمع الطوابع من الهوايات اللي تنمي الجانب الثقافي، حيث إن الطوابع تعكس تاريخا وحضارة كل دولة وتناقش قضايا مختلفة بمجالات مختلفة.

واستطردت حديثها بالقول إن هواية جمع الطوابع كانت جزءا من ثقافة مدينة عدن ولكن اندثرت بالتدريج مع تضاؤل دور البريد وأيضا مع ظهور التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي.

* * تنمية الوعي

واختتمت حديثها مشيرة إلى أن هذا يعد جزءا من تدهور الدور الثقافي في عدن ولكن علينا كمجتمع أن نحيي مثل هذه الهوايات من خلال إقامة فعاليات وندوات تخص هذا المجال لتذكير المجتمع بهذه الثقافة وتعريف الجيل الجديد ورفع وعيه بما يخص ثقافة عدن.

** تنمية الفكر والثقافة

هاوي جمع طوابع البريد رامي محمد أبو خالد أشار في حديثه "لعدن لنج " إلى أن هواية جمع طوابع البريد تعود من الهوايات الممتعة والمفيدة التي يمكن لأي شخص ممارستها، سواء كان صغيرا أو كبيرا في السن فقيرا أو غنيا.

وأضاف أبو خالد أن هواية جمع الطوابع من الهوايات التي تنمي الجانب الفكري والثقافي لدى وتداولها حيث إن الطابع يعكس تاريخ الدولة وحضارتها والتطورات التي مرت بهذه الدولة في جميع المجالات.

وأوضح أن الطوابع عبارة عن كتب تاريخ تحكي تاريخ الدول ويستطيع من خلالها الهاوي أن يتعلم الكثير عن دول العالم والقصد من إصدار هذا الطابع.

** فوائد الطوابع

وعن فوائد وأهمية جمع الطوابع البريدية قال الأستاذ رامي إن الطوابع البريدية تحمل قصصا تاريخية لبلدان وأشخاص، أو أحداث ومناسبات حدثت في وقت إصدار الطابع، فجامع الطوابع يتعلم الكثير عن تاريخ العالم دون أن يشعر، ويتعرف على الكثير من عملاتها وأعلامها ورؤسائها وثقافاتها.

وتابع حديثه بالقول إنه أيضا من فوائد جمع الطوابع التعرف على أصدقاء جدد عن طريق الاشتراك في النوادي الخاصة بهواة الطوابع أو المراسلة، والتعلم على المحافظة على المجموعات وترتيبها بشكل منظم في الألبومات الخاصة بها، علاوة على ذلك قضاء وقت استرخاء مع النفس بعيدا عن وسائل التكنولوجيا والضوضاء.

** الحفاظ على الطوابع

وعن معرض حديثه عن كيفية الحفاظ على الطوابع أشار إلى أنه قبل كل شيء يجب وضعها في ألبومات خاصة بالطوابع وإن لم تتمكن من الحصول عليها، يجب صنع ألبوم بطرق بسيطة، إضافة إلى ذلك لا تترك الطوابع معرضة للظروف الجوية العادية مثل الحرارة والضوء فإنها بذلك تتعرض للتلف الكامل أو الجزئي.

وأوضح أنه يجب حفظ الطوابع في مكان أمين بعيد عن النمل والصراصير والحشرات الأخرى حتى لا تتلفها سواء بالقرض أو بإزالة الصمغ، ويجب ألا تمسك الطابع بيدك في أي حالة بل يجب أن يمسك الطوابع بالملقط الخاص بالطوابع لأن اليد قد تكون مبللة أو ملوثة، ولا يتم نزع الطوابع من فوق الخطابات باليد لأن الطابع سيتعرض للتدمير في هذه الحالة.

** تراجع هواية الطوابع

وبين الاستاذ رامي محمد أن الدولة ما تزال تصدر الطوابع البريدية لكن بكميات أقل من السابق بحسب اعتقادي، ولكن الاهتمام بهذه الهواية تراجع بشكل كبير نتيجة ظروف متعددة أهمها الجانب الاقتصادي فأصبح الإنسان بشكل عام يهتم بقوت يومه ولا يستطيع توفير وقت لمثل كهذا هواية وغيرها من الهوايات نتيجة ما يمر المواطن من ظروف صعبة إضافة إلى ارتفاع سعر ألبومات الطوابع والتي تصل إلى عشرات آلاف الريالات والتي تؤثر وترهق الهاوي.