تصعيد حوثي جديد على بيحان...هل يعرقل جهود السلام؟

عدن لنج/ كيان شجون
من جديد صعدت مليشيا الحوثي من هجماتها على جبهات القتال في محافظات الجنوب، فخلال الأسابيع الماضية نفذت عدة هجمات على جبهات القتال في الضالع وكرش إلا أنها تلقت هزائم وخسائر كبيرة، ما جعلها تغير دفتها تجاه شبوة.
 
أسباب عديدة جعلت المليشيا الحوثية تتجه صوب جبهات بيحان بشبوة، وذلك من أجل السيطرة على آبار النفط والغاز، إضافة إلى تسهيل دخولها وسيطرتها على ما تبقى من محافظة مأرب، لكن قوات العمالقة المتواجدة في بيحان كبدت المليشيا خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد بينهم قيادات حوثية بارزة.
 
هذا التصعيد الحوثي يأتي بالتزامن من تصعيدها في البحر الأحمر، وكدا مع جهود مساعي السلام الإقليمية والدولية لإيقاف إطلاق النار وإنهاء الحرب في اليمن.
* * تصعيد الحوثيين
قيادات سياسية علقت على تصعيد مليشيا الحوثي على جبهات بيحان حيث اكد اللواء ركن فرج البحسني نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عضو مجلس القيادة الرئاسي على أن مليشيا الحوثي ليس لديها أي عقلية للسلام ولا تؤمن به، مشيرا إلى أن استخدام القوة هي الرادع الوحيد للمليشيا.
بينما حذر محمد الغيثي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي رئيس هيئة التشاور والمصالحة من التصعيد الحوثي لما يرتب عليه من تأثير على عملية السلام.
 
* * استغلال القضية الفلسطينية
المتحدث الرسمي باسم جبهة الضالع فؤاد جباري أشار إلى أنه من المعروف أن مليشيا الحوثي تسعى إلى استثمار الأحداث سواء كانت أحداثا دينية أو وطنية أو عربية أو إسلامية وهي استراتيجية إيرانية بنتها طوال تاريخها.
 
وأضاف جباري أن المليشيا الحوثية استغلت القضية الفلسطينية، واستثمرتها بالتصعيد في البحر الأحمر، وبأنها تحارب وتقاتل أمريكا، كما تدعي، وذلك من أجل تحشيد مزيد من المقاتلين من الشباب المندفعين، وتزج بهم في جبهات القتال لصالحها للتوسع في السيطرة على مناطق جديدة.
 
وتابع جباري بالقول إن مليشيا الحوثي شنت قبل عدة أسابيع هجمات على جبهات الضالع، لكنها لم تستطع أن تحقق أي انتصارات، فرأت أنها من ممكن أن تحقق تقدم ميداني في جبهة بيحان باعتبار أنها جبهة مفتوحة ومترامية الأطراف، وكانت قد سيطرت عليها قبل أن تخرجها قوات العمالقة من مديريات بيحان الأربع.
 
* * استثمار الأحداث
وأوضح أن تصعيد مليشيا الحوثي بهذا التوقيت يأتي استثمارا لهذه الأحداث الجارية في البحر الأحمر لحشد المزيد من المقاتلين المغرر بهم في مناطق سيطرتها والزج بهم، علها تحقق بالأفراد الجدد والمعسكرات الجديدة تقدم ميداني في المناطق الجنوبية وخاصة بيحان باعتبارها منطقة استراتيجية ولها ثقل اقتصادي على مستوى الجنوب باعتبارها مركز آبار النفط والغاز.
علاوة على ذلك موقعها الجغرافي في الجنوب كونها تريد السيطرة عليها لفصل الجنوب إلى قسمين بحيث يمكنها أن تحارب مناطق الجنوب الغربية على جهة والشرقية على جهة.
 
* * السيطرة على النفط
وبين المتحدث الرسمي أن المليشيا الحوثية تريد أن يكون لها ثقل اقتصادي من خلال السيطرة على شبوة والسيطرة على آبار النفط والشركات النفطية التي توقفت مؤخرا بعد هجمات الحوثيين على السفن الحاملة للنفط، وتريد أيضا أن تقول للعالم إنها موجودة وقادرة على المحاربة في أكثر من جبهة، سواء كان في الجبهة التي فتحتها في البحر الأحمر ضد الملاحة الدولية، أو الجبهات الميدانية المشتعلة خاصة الجبهات الجنوبية.
 
دحر الحوثيين
بالنسبة لمألات التصعيد الحوثي قال فؤاد جباري إن مليشيا الحوثي تعلم أنها لن تستطيع إحراز أي تقدم باتجاه جبهات الجنوب سواء في الضالع أو بيحان أو كرش، فالمليشيا عجزت خلال هذه المدة واندحرت من مناطق كثيرة من محافظات الجنوب.
 
واستطرد حديثه بالقول إن القوات الجنوبية تستطيع أن تتحكم في المشهد في كل جبهات القتال وتستطيع أيضا الوصول الى عمق مناطق سيطرة الحوثي في الشمال، لكنها تلتزم بتعليمات القيادة السياسية والعسكرية للقوات المسلحة الجنوبية، لذلك لا يمكن أن تحقق مليشيا الحوثي أي تقدم باتجاه شبوة.
 
* * جهود السلام
وعن جهود مساعي السلام أشار فؤاد جباري إلى أن مليشيا الحوثي لا تؤمن بعملية السلام على الإطلاق، وإنما تجعل من هذه العملية مضيعة للوقت، حتى تتمكن من تجهيز نفسها وتعزيز قواتها سواء كان في الجانب العسكري أو السياسي حتى تشن حرب على أي جهة أخرى.
واختتم المتحدث الرسمي فؤاد جباري حديثه موضحا أن عملية السلام لن تتم مع مليشيا الحوثي وأن الحل الوحيد معها هو الحل العسكري.