قسم العلوم السياسية بجامعة عدن يعلن افتتاح برنامج الماجستير
أعلنت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية - جامعة عدن عن فتح برنامج الماجستير (الأكاديمي والتنفيذي)...
يتفق خبراء الصحة على أن قطاع التكنولوجيا العصبية يشهد نموا سريعا ويفتقر إلى التنظيم إلى حدّ كبير ما يجعله يشكّل تهديدا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، لذلك بات من الضروري وضع “إطار أخلاقيات” عالمي لمواجهة التكنولوجيات العصبية، التي وإن تساعد في حلّ العديد من المشكلات الصحية، إلا أنها قد تصل إلى أدمغة البشر فتتلاعب بها وتنتج معلومات عن هوياتهم وعواطفهم.
حذرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) الخميس من أن استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز التطور في مجال التكنولوجيا العصبية (مثل في حالة غرسات الدماغ)، يشكل تهديداً للسرية العقلية للأفراد.
تعمل اليونسكو على وضع “إطار أخلاقيات” عالمي يتعلق بحماية حقوق الإنسان في مواجهة التكنولوجيات العصبية، على ما أعلنت خلال مؤتمر عن هذا الموضوع بمقرها في باريس.
وكانت الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي لليونسكو قد وافقت على اقتراح المديرة العامة بإجراء حوار عالمي لوضع إطار أخلاقي لقطاع التكنولوجيا العصبية. إذ يشهد هذا القطاع نمواً سريعاً ويفتقر إلى التنظيم إلى حدّ كبير وقد يشكّل تهديداً لحقوق الإنسان والحريات الأساسية.
وقالت أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو، “قد تساعد التكنولوجيا العصبية في حلّ العديد من المشكلات الصحية، لكنها قد تصل إلى أدمغة البشر وتتلاعب بها، وتنتج معلومات عن هوياتنا وعواطفنا. وقد تهدد أيضاً حقوقنا في الكرامة الإنسانية وحرية الفكر والخصوصية. ومن هذا المنطلق، ثمّة حاجة ماسّة لوضع إطار أخلاقي مشترك على المستوى الدولي على غرار الإطار الأخلاقي الذي وضعته اليونسكو في مجال الذكاء الاصطناعي”.
وتهدف التكنولوجيا العصبية إلى ربط الأجهزة الإلكترونية بالجهاز العصبي بما يتيح علاج الحالات العصبية واستعادة الوظائف المتعلقة بالحركة أو التواصل أو البصر أو السمع.
وأفاد هذا القطاع في الآونة الأخيرة من التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي بأنه يمكن لخوارزمياته معالجة البيانات بطرق لم يسبق لها مثيل، على ما أوضحت الخبيرة الاقتصادية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي في اليونسكو مارياغرازيا سكويتشياريني.
ورأت نائبة المديرة العامة لشؤون العلوم الاجتماعية والإنسانية غابرييلا راموس أن هذا التقاطع “يُحتمل أن يكون ضارا”.
وقالت خلال المؤتمر “نحن على طريق تسمح لنا فيه الخوارزميات بفك شفرة العمليات العقلية للناس والتلاعب المباشر بآليات الدماغ التي تستند إليها نواياهم وعواطفهم وقراراتهم”.
وأعلن علماء أميركيون في مايو الفائت عن ابتكار وحدة “لفك ترميز اللغة” تتيح ترجمة أفكار الشخص إلى نص مكتوب من دون أن يتحدث، بعد تدريب الدماغ من خلال تمضية ساعات طويلة في جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي.
وفي مايو أيضا، أعلنت شركة “نورالينك” الناشئة التي يملكها إيلون ماسك أنها تلقت موافقة من السلطات الصحية الأميركية على إجراء اختبارات على البشر لعمليات زرع شرائح ذكية في الدماغ بحجم قطعة نقود معدنية.
وأطلق ماسك الأربعاء شركته الجديدة “اكس.أي.آي” المتخصصة في الذكاء الاصطناعي.
وشددت سكويتشياريني على أن التكنولوجيا العصبية في ذاتها ليست سيئة، على ما يتضح من الجهود المبذولة لتمكين شخص ضعيف البصر من الرؤية مجدداً، أو جعل مصاب بالشلل في الجزء السفلي من جسمه قادراً على المشي، لكن هذا التقدم يجب أن يقترن بضوابط أخلاقية.
وزادت الاستثمارات في شركات التكنولوجيا العصبية 22 ضعفاً بين عامي 2010 و2020 لتصل إلى 33.2 مليار دولار، وفقًا لتقرير من اليونسكو أعدته سكويتشياريني.
أما عدد براءات الاختراع المتعلقة بأجهزة التكنولوجيا العصبية فتضاعف بين عامي 2015 و2020. ومن المتوقع أن يصل حجم هذه السوق إلى 24.2 مليار دولار سنة 2027.
وتشمل التكنولوجيا العصبية أي نوع من الأجهزة أو الإجراءات المخصصة للوصول إلى بنية النظم العصبية وآلية عملها ومراقبتها واستكشافها وتقييمها ومعالجتها أو محاكاتها.
وتتراوح الأجهزة التقنية العصبية من “الأجهزة القابلة للارتداء” إلى الواجهات غير الجراحية للتخاطب بين الدماغ والكمبيوتر مثل الأطراف الآلية، فضلا عن الغرسات الدماغية الجاري حاليا تطويرها بغية علاج الإعاقات مثل الشلل.
ويعاني واحد من بين كل ثمانية أشخاص في العالم من اضطراب عقلي أو عصبي، وهو ما يمثل ثلث إجمالي النفقات الصحية في البلدان المتقدّمة، وعبئا متزايدا في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
ومن المتوقع أن تزداد هذه النفقات على الصعيد العالمي، إذ تُشير التوقعات إلى احتمالية تضاعف عدد الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 60 عاماً بحلول عام 2050، ليصبح عددهم 2.1 مليار شخص (منظمة الصحة العالمية 2022).
وتكتنز التكنولوجيا العصبية إمكانيات هائلة للحدّ من عدد الوفيات والإعاقات الناتجة عن الاضطرابات العصبية، مثل الصرع ومرض الزهايمر ومرض باركنسون والسكتة الدماغية.
وتسفر هذه التقنيات، في ظلّ الافتقار إلى حواجز أخلاقية واقية، عن مخاطر جسيمة، إذ يمكنها الوصول إلى بيانات الدماغ والتلاعب بها، وهو ما ينتهك الحقوق والحريات الأساسية المتأصلة في صميم مفاهيم هوية الإنسان، مثل حقوق حرية الفكر والخصوصية والذاكرة.
وتوضّح لجنة اليونسكو الدولية لأخلاقيات البيولوجيا هذه المخاطر في تقريرها الذي نشرته في عام 2021، وتقترح مجموعة من التدابير العملية لمعالجة هذه المخاطر.
هناك طلب كبير في أسواق الاستهلاك على البيانات العصبية، التي تسجّل ردود فعل الأفراد ومشاعرهم الأساسية. وعلى النقيض من البيانات التي تجمعها منصات التواصل الاجتماعي عن الأفراد، تتولّد معظم البيانات العصبية لا شعورياً، وبالتالي لا يمكن للأفراد إعطاء موافقتهم على استخدامها. وفي حال استخراج أيّ بيانات حسّاسة ووقوعها في الأيدي الخاطئة، قد يتكبّد المرء عواقب وخيمة.
في حال زُرعت واجهات التخاطب بين الدماغ والكمبيوتر في وقت لا يزال فيه الطفل أو المراهق في مرحلة هامة من مراحل تطور الجهاز العصبي، قد تعرقل النضج “الطبيعي” للدماغ. وقد تكون قادرة على إحداث تحويل في العقول الشابة، وتشكيل هويتهم المستقبلية بتأثيرات طويلة الأمد، وربما دائمة.
وقد تمكّن تقنيات تعديل الذاكرة العلماء من تعديل محتوى الذاكرة واستذكار الأحداث الماضية. وتعتمد تقنيات تعديل الذاكرة حتى الآن على استخدام الأدوية، لكن قد يصبح في المستقبل من الممكن زراعة رقائق في الدماغ. قد يعود هذا الحل بالفائدة على الأشخاص المصابين بصدمات نفسية، بيد أنّ هذه الممارسات قد تشوه أيضا إحساس المرء بالهوية الشخصية.