التسوية السياسية... طريق الأمل لإنهاء الحرب في اليمن ، محللون سياسيون: حل الدولتين الخيار الأنسب لاحلال السلام

عدن لنج/خاص

جهود دولية وإقليمية حثيثة تبذل من أجل إحلال السلام لإنهاء الحرب في اليمن، دول التحالف العربي ممثلة بالمملكة العربية السعودية والأمم المتحدة تسعى للتوصل لتسوية سياسية شاملة تشمل جميع أطراف الصراع، على رأسها القضية الجنوبية وهذا ما تجلى في وجود إطار تفاوضي للقضية الجنوبية.

وكما يبدو أن إنهاء الحرب في اليمن ليس مستحيلا وخاصة بعد الاتفاق السعودي الحوثي وصفقة تبادل الأسرى الأخيرة التي تعد هي الأكبر خلال السنوات السابقة بحسب محللين ونشطاء سياسيين.

 

* * المجلس الانتقالي

المجلس الانتقالي الجنوبي كان قد أكد في اجتماعه على أهمية مسار العملية السلمية التي يبذل الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية جهودهم فيها، بدعم من المجتمع الدولي، للوصول إلى حل شامل ومستدام في المنطقة، وشدد المجلس على استعادة دولة الجنوب، وهو هدف استراتيجي لشعب الجنوب ولن يتراجع عنه تحت أي ظرف، وأن حل الدولتين هو الطريق الوحيد للحل الشامل وتحقيق السلام والأمن والاستقرار الدائم في المنطقة.

وأشار المجلس الانتقالي في اجتماعاته إلى أن الإطار التفاوضي لقضية شعب الجنوب، يجب أن يتناسب مع حجم الجنوب كطرف فاعل في العملية السياسية وحقه الكامل في الإقرار بكل المسائل المتعلقة بالجنوب والعملية التفاوضية بكل مراحلها، بما في ذلك مفاوضات بناء الثقة، ووقف الحرب في كافة الجبهات الممتدة على حدوده.

 

* * إطار تفاوضي

قال المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي عضو هيئة الرئاسة علي الكثيري في تصريحات صحفية سابقة أن مجلس القيادة أقر وضع إطار تفاوضي خاص لقضية شعب الجنوب في جميع مراحل وأجندات وقف الحرب والعملية السياسية، وإقرار ذلك الإطار قبل بدء أي نقاش حول العملية السياسية.

وأوضح الكثيري أن الإطار يضمن في الرؤية الشاملة التي سيحملها الوفد التفاوضي المشترك الذي يمثل مجلس القيادة الرئاسي، وهذا الأمر طبيعي كونه امتداد لما تم إقراره في مشاورات الرياض.

 

* * الحرب في اليمن

أوضح رئيس مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات صالح أبو عوذل أن الحرب في اليمن عملي هي متوقفة منذ العام 2016، حين كانت القوات المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية على مشارف صنعاء، لكن حصل ما يشبه بحالة من الانهيار العسكري في أعقاب المجيء علي محسن الأحمر، الذي يعد الرجل الأول عسكريا وسياسيا في الهضبة الزيدية في اليمن، بعد مقتل الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح.

وأضاف أبو عوذا أنه ربما أطراف الصراع تمنح فرصة لوضع حلول، خاصة بعد أن أثبتت العمليات العسكرية في اليمن الشمالي، فشلها في دفع الحوثيين لتسوية سياسية تقبل بهم كطرف يمني ضمن أطراف أخرى يمكن أن تصل إلى صيغة تشاركية في أي حكومة وحدة وطنية، وهذا الأمر مستحيل لما يمثله الحوثيون من مشروع طائفي سلالي يرفض جميع الأطراف اليمنية بصورة فجة وواضحة.

 

* * التسوية السياسية

وأشار صالح أبو عوذل إلى أن الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى التوصل لتسوية سياسية في اليمن، تظل جهودا هشة، فالجماعة التي يتحاور اليمنيون والإقليم معها لا تؤمن بلغة الحوار، فهي ترى أنها أحق بالحكم لأسباب أرثية دينية، الأمر الذي يمثل حجر عثرة أمام أي تسوية سياسية تؤسس لسلام دائم، موضحا أن السعودية تحاور الحوثيين منذ العام الأول لعملية عاصفة الحزم، لذلك هو تريد التوصل إلى تسوية سياسية وإيقاف الحرب لحماية الاقتصاد ومنع أي هجمات مستقبلية قد تطال عملاق أرامكو مرة أخرى.

وتباع حديثه بالقول مشكلة الحوارات السعودية الحوثية إنها تظل بعيدة عن القوى السياسية والعسكرية اليمنية التي لا تزال بعيدة عن معرفة تفاصيل ما اتفق عليه الحوثيون والسعوديون في جولات المشاورات المكوكية التي بدأت في ظهران الجنوب مرورا ببغداد ثم مسقط وأخيرا في بكين التي جنت ثمار تلك المشاورات بتوقيع اتفاقية بين الرياض وطهران.

 

* * الاتفاق السعودي الحوثي

بشأن الوفد السعودي الذي زار صنعاء أوضح رئيس مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات صالح أبو عوذل ، إن هي رسالة من سلطنة عمان إنها قادرة على التأثير على الحوثيين ، لكن هذه الجماعة انتهازية، لكن يظل أي اتفاق سعودي مع الحوثيين ، شأن يخص الرياض، هناك أطراف سياسية يمنية شمالية كالمقاومة الوطنية لا يمكن أن تقبل بأي اتفاق مع الحوثيين الذين قتلوا الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وأضاف أبو عوذل لا شك في أن الزيارة التي قام بها سفير السعودية إلى صنعاء، لا تخدم عملية السلام الحقيقية التي يتطلع إليها اليمنيون، فالحوثيون فقط قد يوافقون على أي عملية سلام مؤقتة ثم يعاودون استئناف الحرب مرة أخرى ’لذلك أي اتفاقيات وفق مؤشرات هذه اللقاءات والمباحثات، فهي بلا شك حلول تؤسس لصراع طائفي طويل ومستدام، وقد يدفع نحو وضع هش يصعب معالجته.

 

* * القضية الجنوبية

وعن موقع القضية الجنوبية قال صالح أبا عوذل إن القضية الجنوبية بات لها إطارها الخاص، على اعتبارات أنها بالفعل قد شكلت المكاسب العسكرية والسياسية الجنوبية الإطار الخاص بالقضية الوطنية لشعب الجنوب، وهو الأمر الذي يتطلب فقط الإجراءات الإقليمية والدولية بتطبيق حل الدولتين الذي لا أعتقد أن الجنوبيين سيتنازلون عنه مهما كان، لاعتبار بسيط جدا "أن الطرف الذي دفع فاتورة الحرب، لا يمكن أن يدفع فاتورة السلام".

 

* * حل الدولتين

واختتم رئيس مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات صالح أبو عوذل حديثه بالقول يظل حل الدولتين هو الخيار السليم، أولا لاعتبار ذلك حقا وطنيا لشعب عريق، ناهيك عن أن هذا الحل يحمي المصالح الدولية والممرات المائية الاستراتيجية كخليج عدن وباب المندب من أي تهديدات إيرانية، لذلك حل الدولتين يظل مكسبا للإقليم والعالم ويجب حماية هذا المكتسب ".

 

* * جهود دولية

أما من جانب المحلل السياسي نجيب محفوظ مفيلح في حديثه "لعدن لنج " أوضح أن هناك جهودا من أطراف إقليمية ودولية جادة تبذل من أجل إحلال السلام وإنهاء الحرب في اليمن وان تلك الأطراف الجادة والأطراف الدولية الأخرى تدرك تماما أن الحرب لن تنتهي إلا من خلال معالجة أسبابها التي نتجت عن فشل الوحدة بين البلدين الذي اتضح جليا من الوهلة الأولى حيث إنه لا يوجد أي تناغم بين الشعبين يمكن له أن يساهم في بقاء واستمرار الوحدة بين البلدين.

وأضاف أن القوى اليمنية أيقنت بفشل الوحدة إلا أنها كشفت عن أطماعها وحقيقة نواياها في اتخاذ من صفة الوحدة ذريعة لتبرير احتلالها للجنوب العربي، فشنت حربها المجحفة بحق شعب الجنوب العربي وفرضت احتلاله بالقوة في حرب صيف 1994م الظالمة، ما حذاء بشعب الجنوب الحر الذي رفض هذا التصرف والاحتلال وأثبت من خلال رفضه ومقاومته له أنه لن يتراجع إطلاقا عن حقة في تحرير أرضة واستعادة قيام دولته المستقلة كاملة السيادة.

وتابع حديثه بالقول إن الجهود التي تبذل إقليميا ودوليا على أساس تفاوضي جاد قد اعتمدت على واقع الهيمنة السياسية والسيطرة التي أفرزتها نتائج الحرب على الأرض، موضحا إن هذه المفاوضات تهدف إلى وضع حل سياسي لكل مشاكل اليمن جنوبا وشمالا، والتي لن تكون ناجعة أو مقبولة ومستدامة إن لم تتضمن حق شعب الجنوب العربي في استكمال السيطرة على أرضة واستعادة قيام دولته المستقلة كاملة السيادة، كونه طيلة الفترة الماضية من خلال كل المراحل السابقة لم يرض ولم يقبل بأنصاف الحلول إطلاقا.

 

* * العملية السياسية 

وأرجى المحلل السياسي مفيلح تطورات العملية السياسية وسر وضع القضية الجنوبية في إطار تفاوضي ندي والدخول في مفاوضات ندية عبر ممثلي الدولتان المسيطران سياسا وعسكريا المجلس الانتقالي في الجنوب العربي، والقيادة السياسية لمليشيات إيران في اليمن، إلى النوايا الحسنة لروسيا العظمى وتبنيها إلى جانب الصين الإسهام الجاد في إنهاء كل الصراعات والنزاعات في الشرق الأوسط التي تم تأجيجها على أساس ديني طائفي.

 

* * أطماع إيران

وأشار إلى أن ما ولد من انقسامات بين دول المنطقة وصراعات داخلية في عدة دول عربية كالعراق وسوريا ولبنان وليبيا واليمن الشمالي الذي أخضعته مؤخرا إيران لغزوها ودفعت به لغزو الجنوب العربي خدمة لأطماعها التوسعية والعدائية تجاه دول وشعوب المنطقة العربية التي تسعى لإقحامها في أتون الصراعات والقتل والدمار.

وأضاف مفيلح هذا ما استشعرته دول الجوار والمنطقة التي تدخلت بشكل فوري ومباشر لردع مليشيات الحوثي الإيرانية في اليمن، ولدعم المقاومة الجنوبية التي أبلى بلاء بطوليا في صد تمدد مليشيات إيران، التي باتت سببا في تأجيج الصراعات السياسية والعسكرية والمليشياوية والطائفية والدينية في دول المنطقة العربية.

 

* * مراحل الصراع 

وأوضح المحلل السياسي نجيب محفوظ أنه بعد طول مراحل الصراع في اليمن ومحاولات تجاوز القضية الجنوبية في كثير من حلول المراحل السابقة وما تلاها من فشل، فالعالم اليوم بات يدرك تماما أن شعب الجنوب متمسك بحقه في استعادة قيام دولته وأنه أصبح مستحيلا أن يتم تجاوز المجلس الانتقالي الجنوبي الكيان الممثل لشعب الجنوب العربي والحامل لقضية حقه في استعادة قيام دولته المستقلة كاملة السيادة.

وفي ختام حديث المحلل السياسي نجيب محفوظ مفيلح أشار إلى كثير من الشواهد والمعطيات تشير إلى أن المفاوضات ستكون ندية وستفضي لخيار حل الدولتين، الذي سيطفئ نيران الحرب وسيؤسس إلى إعادة بناء الدولتين كما كانتا.