محاولات لتبييض الفساد

 بن دغر مازال يعيش زمن التلفزيون والصحيفة الرسمية التي كانت تكتب أو تعرض مايرضي الرئيس أو رئيس وزارائه أو حزبه أو أتباعه كما كان الحال في ستينات القرن الماضي .
لقد تطور الإعلام يا... ولم تعد المعلومة حكرا  ولا الكذبة تنطلي  فالمعلومة أصبحت مباحة للجميع يستطيع طفل من متابعي الفايس بوك ان يكتشف حقيقة الصدق أو الكذب في الخطاب العام.

 طالب رئيس وزراء المفسدين في خطابه امام وزرائه بان تشكل المملكة العربية السعودية لجنة تحقيق حول فساده وحكومته وتجاهل دور الامارات متعمدا ولم يطلب وجودها في اللجنة علنا مع  أن لها دور واشراف مباشر على ملف العاصمة وسائر محافظات الجنوب وذلك محاولة بائسة لدق اسفين بين الدولتين وخلق انطباع في الجنوب بأن المملكة ترعى وتدعم فساده وفساد حكومته وهذا يتنافى وخلق قادة المملكة ومشروعهم وجهودهم في محاربة الفساد في بلدهم.
 
  للعلم ، وهذا يعلمه بن دغر ، فقد رفض وزير النفط الأسبق سيف الشريف أن يكون أحمد العيسي من ضمن مصدري نفط المسيلة.. لا أدري هل رفضه نزاهة أم أنه أراد أن يحل متنفذ موال له ، المهم أن فساد أحمد العيسي كان يدعمه فساد اقوى وفاز بالصفقة.
وهذا سر تغيير وزير النفط في التغيير الوزاري الأخير .
 
رئيس الوزراء طلب من السعودية التحقيق ولذا فإن البداية أن يشكل التحالف لجنة تحقيق  تبدأ من صفقة مصدري نفط المسيلة ثم يتم القياس عليها !!
 
 لم يتطرق في خطابه لمحاربة الإرهاب لأن المجلس الانتقالي والقوات التي أسهمت الإمارات في تأسيسها هم الشركاء الفعليين في محاربته بينما بعض والوحدات المحسوبة على الشرعية اخترقها الإرهاب !!

 اذا كان ما حدث مؤخرا في عدن يعتبره بن دغر يعيق المواجهة مع الحوثي ...فما تفسيره لعدم  تقدم الجيش الوطني خلال ثلاث سنوات في جبهات مأرب وتعز والبيضاء وغيرها
ما الذي اعاقهم؟؟

 ماجرى صبيحة 30 يناير هو مطالبة باقالة حكومة الفساد وصوره بن دغر للجوار والعالم بأنه تمرد على الشرعية طالب التحالف بمنع تكرار وهذا لن يكون بقوة التحالف ، فالتحالف جاء لمجابهة التمدد الإيراني ولم يأت لقمع شعب الجنوب  وتسليط الفاسدين على مقدراته وخدماته ورواتب موظفيه وتسيير حياته ، منع التكرار يكون بان يتحمل الرئيس مسؤوليته ويمتلك الشجاعة والعقل ليس لمحاربة شعبه بل بمحاربة الفساد والعائلية وتجارة السلطة والنفوذ التي تتجذر عبر إمتيازات فساد الحكومة تحت عنوان شرعية الرئيس
لايوجد شحن مناطقي فهذه شماعة الذين حرضوا الشعب مناطقيا في 86م وبن دغر من أبرز رموز تلك الكارثة ، اما اليوم فإن الشحن خدمي على ضمان لقمة عيش عائلة المواطن الذي وصل لحد التجويع  ولو كان مناطقيا لبرز في الشوارع فالاحداث الأخيرة أثبتت أكذوبة هذا الشحن وان المناطق كلها ضد فساد الحكومة وإدارتها السيئة للجنوب
.
 الانتقالي ليس حزبا سياسيا  بل حامل قضية وطنية هي استقلال الجنوب وليس  المحافظات الجنوبية والشرقية وليس جزءا من منظومة الأحزاب اليمنية ودعمه للتحالف من منطلق شراكة المصير ولايعني يمننته السياسية والحزبية وأنه تخلى عن قضيته  
 
هدف حرب التحالف وقف التمدد الإيراني ودعم والشرعية ومحاربة الارهاب عناوين، لكن اليمن الاتحادي الذي يدعونه  مازال بلا دستور استفتيء عليه وتم اقراره وبالتصويت ومازالت الأقاليم ورقية  ، لذا فهذا اليمن الاتحادي مازال افتراضيا ، مشروعا فاشلا تجاوزته الاحداث  يؤكد ذلك بيان التحالف عند وقوع احداث 30 يناير  الذي جعل الانتقالي وقواته طرف وجعل حكومة الفساد وقواتها طرف ولم يجعلها شرعية!!

مقالات الكاتب