الجنوب العربي ..الجنوب ؟

 

يتساءل بعض الأعزاء عن السر في عدم حسم مسمى الجنوب في خطاب المجلس الانتقالي .

وفي بيان 4/ مايو / 2017م ورد
(.... في سبيل هدف استعادة دولة الجنوب ، حيث أن قضية الجنوب العربي قضية عادلة وتمتلك المشروعية القانونية والسياسية .....الخ)

الكل يعلم أن هذه البلاد ظل اسمها السائد هو الجنوب العربي حتى عشية استقلالها ..وهذا المسمى كان ثابتا في الوثائق البريطانية التي كانت وصية استعمارية على هذه البلاد . واشتق اول حزب سياسي يتاسس في الجنوب اسمه من هذا المسمى " حزب رابطة أبناء الجنوب العربي " واتخذت سلطنات ومشيخات مسمى لاتحادها .وهناك قرارات من الأمم المتحدة بتصفية الاستعمار من الجنوب العربي .

لكن هذا المورث لم يمتد بل جاءت إشكالية لها ابعاد سياسية وقانونية لابد من مراعاتها في الخطاب وهي أن الدولة التي استقلت بمسمى الجنوب العربي استبدل الفصيل الذي نال الاستقلال اسمها في نفس الاتفاقية بمسمى آخر .. ولم يكتف بذلك بل ادخلها في وحدة مع بلد آخر .. طبعا الدولة الوليدة حين الاستقلال دخلت المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظماتها على موروث ذلك البلد الذي صدرت قرارات تصفية الاستعمار بشانه اما تغيير التسمية فهي اختصاص وشان محلي وطني وليس شأن أممي .وستظل مستقبلا شأن محلي .

لكن تغيير اامسمى خلق اشكاليات لابد من مراعاتها في الخطاب في هذه المرحلة بما تقتضيه اللغة السياسية والقانونية

مسألة مسمى الدولة وعلمها لايحق لأي فصيل كان أن يحسمه في هذه مرحلة الثورة إلا سلطة ينتخبها الشعب وغير كذا فسوف نكرر خطأ الجبهة القومية عشية الاستقلال بفرض هوية الدولة واسمها بدون سلطة منتخبة تاخذ رأي الشعب .

يعمل المجلس الانتقالي ورئاسته في مرحلة على تفويض محدد حامل للقضية والقضية في مرحلة ثورة وليست مرحلة دولة ، واذا اتخذ الانتقالي اي إجراء في التسمية والعلم وغيرها من الرموز والأسماء السيادية الآن فهو يقع كما أسلفنا في خطأ الجبهة القومية .

ومايهمنا ليس المسمى في الخطاب في هذه المرحلة بل الهدف منه فالهدف هو الاستقلال ومن ثم سيعرض المسمى لاستفتاء شعبي والفيصل هو ما يختاره الشعب في الأول والأخير .

صالح علي الدويل

مقالات الكاتب