عن الارهاب وعزان والانتقالي مرة اخرى

بقلم / صالح علي الدويل باراس

◀ "أصعب مايواجهه الملتزم في كتابته ، هو الاستدراج إلى سجال مع كاتب منفلت لا يملك ادنى حس بمسؤولية الكلمة "

◀ بطبيعتي لا اهتم بكل من يكتب بطريقة عنصرية أو مناطقية بحته لثقتي بأنه لايعبر لا عن رأي نخب منطقته ولا رأي جمهورها فكاتبه اما انه لايحس بمسؤولية الكلمة أو مستاجر لاثارة الفتنة والفرقة ويخدم اعداء منطقته واعداء الجنوب وان من يروجه يخدم ذات الهدف سوأ بقصده او بغير قصده.

◀ نشرت يوم الثلاثاء الماضي مقال بعنوان
" الانتقالي..رمزية عزان ..اجتثاث الإرهاب " آثار بعض اللغط وانني قصدت تنميط عزان ووسمها بالإرهاب رغم أن المقال كان دفاعا عن عزان ونفي هذه التهمة عنها .. وجعل احدهم منه مدخلا لمماحكات مناطقية لم تكن واردة لدي في صياغة مقالي ، ولكن ساطرح نقاط مختصرة من باب التوضيح ولكشف التزييف

◀ للأسف أن الذين يكتبون بذلك النفس المناطقي إنما يقزمون ويصغرون حاضر وماضي مناطقهم وقبائلهم، فلا يشكو من التهميش ند ، وهي تاريخيا وحاضرا مناطق انداد كرام اكفاء .
ففي هذا المتسع الجغرافي الذي نسميه شبوة عاشت لالاف السنين جماعات قبلية متكافئة في انسابها ودمائها وحقوقها ، لم يطغ تجمع قبلي على آخر لا في حقوقه الخاصة ولا السياسية ولا في نفوذه .. لكن تبرز هذه الأيام أقلام اما ماجورة مجهولة النسب لمكاتب امنية مجهولة او اقلام " صبيان" مهما علا نسبهم تحمل ثقافة قاع المجتمع فيسقطون حالتهم النفسية والاجتماعية المهمشة المهزومة ويجعلونها تهميش مناطقي قبلي لمناطقهم ، وهذا عيب لو أنهم يعرفون العيب ، عيب بحق تلك المناطق وأهلها ، وتقليل وتصغير لشانها ، فهي أكبر وأعظم مما يصفها به اولئك الاقزام الذين يتكلمون ويكتبون باسمها .

◀ تعددت ردود القراء لمقالي :

فصنف قرأه بعقل سياسي وكنموذج تكفيني شهادة الأخ المهندس "مهدي محمد لقزع بارحمه " في تعليق له على المقال :
(......ما دفعني لكتابة هذه الكليمات شدة إعجابي بالموضوع وأهميته السياسية والوطنية ... )

وصنف قراه بحسن نية ولم يفهمه فحوله بأني اتهم عزان وانها ملاذ إرهاب مع أن المقال لم يقل أن عزان منتجة إرهاب بل أكد انهم حاولوا استزراعه فيها ليلصقوا بها هذه التهمة الباطلة وهاهي تثبت للجميع عكس ذلك
واحدهم قرأ مقالي بطريقة كيدية وكأن الإرهاب منتج قبلي ، وقد بدأ تخبطه وتناقضه " كحاطب ليل " ويكفي في تناقضه انه اورد بأن أمير القاعدة في عزان سعد عاطف العولقي وان الذي أخرجه منها سالم علي قطن العولقي ، ومايجهله ان كليهما من الصعيد الذي وصفه بالعمق الاستراتيجي للإرهاب !! فتكفي شهادته بنقض ما سعى إليه بأن الإرهاب منتج قبلي تنتجه منطقة الصعيد!!
ورغم انه عكس قراءته لمقالي إلى اتهام مناطقي للصعيد وأنها العمق الاستراتيجي للإرهاب أقول:

◀ لن ينكر الإرهاب الا ساذج تفكير ، فالارهاب ليس قبيلة ولا عائلة بل فكر/ حركي /تنظيمي موجود حتى في أمريكا التي تحاربه ، والصعيد مثلها مثل اي مدينة في العالم لاتخلو من هذا الفكر وتياره الحركي والجهة التي استهدفت الصعيد لما له من دلالة ، هي ذاتها استهدفت عزان لما لها من دلالة ، وستهدفت المكلا والحوطة والمحفد ومودية والجنوب فالاستهداف لشبوة وحضرموت وأبين وللجنوب عامة ، والهدف جلي واضح هو امساكه أطول فترة ممكنة تحت الاحتلال والوصاية الشمالية هذه هو لب الهدف من تسكين الإرهاب في الجنوب سواء سكن في مدينة (ع أو ص).

◀ إنكار الإرهاب في أي منطقة لايدل على نضج اعلامي او سياسي أو وطني أو حتى مناطقي، فهو ظاهرة عابرة للاوطان والهويات لاتخلو منها منطقة بل قد تجد فردا او افرادا في الأسرة والبقية ليسوا مع هذا الاتجاه .

◀ ان أول وصفة لمعالجة الإرهاب ، هي الاعتراف به والحد من تأثيره ونشاطه الحركي والتنظيمي ، لأن انكاره أو محاولة إرساله إلى منطقة أخرى لن يعالج مشكلته وينهيها ولن ينهي آثاره ولن يقنع العالم الذي تعيش مناطقنا اليوم تحت مجهره أننا عالجناه واستأصلناه فللدول مجساتها وعيونها المخابراتية التي تتابع هذا الملف ولن تنتظر الالمعي (س أو ص ) من الإعلاميين لتحديد سياستها في هذا الملف.


◀ المجلس الانتقالي كيان سياسي جاء بتفويض شعبي شهده العالم وليس مجلس تمثيل قبلي أو مناطقي أو مجلس تتمثل فيه إمارات وسلطنات اصبحت من التاريخ ، والتفسير المناطقي للمجلس لايندرج من باب الحرص على قضية وطنية نسعى جميعا من اجلها وقدم المجلس نفسه ممثلا لها، بعد أن فشلت كل محاولات تقديم ممثل للقضية ، والبعض عارضه من باب الانجرار والاصطفاف السياسي الحزبي ضد الانتقالي وهو موقف احترم أصحابه وان اختلفت معهم ، وبعضهم من باب الكيد الذي لايدري صاحبه ماذا يريد ؟ خاصة عندما يصدر عن قلم او أقلام تعارض المجلس كفكرة وليس كتمثيل ، والذي يتابع كتاباتي عن المجلس لايجدني مؤيدا أعمى بل مؤيدا مرشدا اؤيد كل صوت حريص على اكتمال بنية تمثيل المجلس وان يستوعب كل المفردات لكن ليس كهويات بل كنسق سياسي .

◀ ما حصل من نجاح للمجلس في شبوة آثار تقيؤات سياسية وإعلامية بعضها منذ فعالية 14 / أكتوبر المنصرم تدل على مدى ارباكهم وقلة حيلتهم ولم يعد لهم إلا العويل والصراخ القبلي والمناطقي ليعوضوا به افلاسهم السياسي

◀ من يقف اليوم ضد الإمارات هو من يقف إلى جانب الإرهاب لأن هذا الملف لم يعد بيد عفاش لتدويره وتسكينه والابتزاز به وتفريخه بل بيد الإمارات لمعالجته واجتثاثه والذين يصرخون ضد الإمارات وأنها احتلال انما ينصرون وينتصرون للمنظمات الإرهابية بعلم بعضهم وبدون علم البعض الآخر .

مقالات الكاتب