تفاوض الأمر الواقع (2)..المسار والاحتمال

 

⏪ لو سارت الأمور إلى مسار تفاوض الأمر الواقع فإن الشرعية كادوات منتهية ولا تهم التحالف منها إلا شرعية الحرب وسيترتب على ذلك إن كل القوى الشمالية طائفيتها وعصبويتها واخوانيتها ووطنيتها ستكون جبهة واحدة .
ماذا عن القوى الجنوبية ؟؟

⏪ ان لمصلحة الرئيس وتيار الشرعية الجنوبية من الآن أن يعمل على أن يكون مشروع الاستقلال حليفا وداعما استراتيجيا له، ولمصلحة الرئيس أن لايسمح لإضعاف المجلس الانتقالي لأنه لن يضعف ، وضعفه لن يكون مكسبا للرئيس، مع أن المؤشرات تؤكد ان طاقم الرئيس يعمل في هذا الاتجاه بل إن منهم من سيضحي ليس بالمجلس بل بالجنوب وقضيته لضمان مصالح فساد خاصة ارتبطت بقوى فساد صنعاء.
الرئيس الآن يتعايش مع شراكة شمالية متعددة ، ابرزها واقواها إخوانية فالمنطق يفرض عليه قبول شراكة جنوبية في الجنوب .

⏪ لمصلحة الرئيس ولمصلحة الجنوب أن لايكون في الجنوب فريقان مختلفان إلا في حدود ماتفرضه المناورة والدهاء السياسي، فالتاسيس على أرض الجنوب لصالح الجنوب ، بغض النظر عما يبدو من تضاد بين الشرعية ومشروع الاستقلال، وذلك لخلو الجنوب من الألوية العسكرية الشمالية المسيطرة ذات الشوكة ، وهو في تفاوض الأمر الواقع سيفاوض على أرض جنوبية محررة محسوبة للجنوب لكن معه شركاء قدموا دم لمشروع غير مشروع الأقاليم..لمشروع إستقلال وهنا لابد إيجاد علاقة .

⏪ مسار الحرب في الشمال يعطي مؤشرات لخيار حرب بلا حسم او مفاوضات حل الأمر الواقع ، لأن الطرفين الأساسيين فيها هما الحوثي والإخوان وكل منهما غير مرغوب لدى أطراف إقليمية ودولية ذات علاقة بالحرب ، وخيار مفوضات الأمر الواقع ، لو صار ، سيتم اعتماده دوليا لأن القضية تحت البند السابع ، وسيؤسس لواقع جديد غير الحوار ومخرجاته ومرجعياته واقاليمه !! وهذا يلزم الشرعية بوجود ملف جنوبي بديل وقوي

فكيف سيقبل الرئيس ذلك للقوى الشمالية ولا يقبله للجنوبيين ؟!!

فالارض حررتها المقاومة الجنوبية من أجل مشروع الاستقلال بدعم التحالف لكن الاستثمار السياسي للتحرير كان للشرعية ولم تعكر كل قوى الاستقلال ذلك الاستثمار .. لكن الاستثمار لن يلغي قوى جنوبية قوية لن تفرط في حقوق الجنوب

⏪ إشهار المجلس الانتقالي ، مهما قيل عن عدم اكتماله، فهو ضرورة وطنية وسياسية جنوبية ، الجميع مسؤول عن تطويره بشكل أو بآخر ، يتطلب تطمينات وحوار لاستيعاب القوى الجنوبية الفاعلة بتوازن، ليس بإنتاج التهميش الذي عانت منه محافظات معروفة في التجربة الجنوبية الماضية ، وليس بتكرار حوار المكونات الذي ظل عبء أكثر منه حلول !!

⏪ لمصلحة الرئيس أن يضطلع بدور ليكون المجلس ومشروع الاستقلال قوة له وللجنوب في الخريطة القادمة التي أن تمت مفوضات الأمر الواقع تحت مسمى أقاليم فهي مجرد تمثيلية أقاليم ليس الا .

⏪ أن الضرورة الوطنية والسياسية توجب على الرئيس ، وهو صاحب ولاية ، ان يضع مع قيادة المجلس معادلة تنظم العلاقة بينهما ومع القوى الجنوبية الاستقلالية مالم فإنه سيخسر الجنوب ولن يكسب الشمال

⏪ مصالح الإقليم ستكون حاضرة وبقوة في مفاوضات الأمر الواقع لإدراكها انها ستضع خارطة جديدة لا بد من ضمان مصالحه فيها

⏪ الحرب تلغي الاتفاقيات خاصة اذا انتهت بمفاوضات امر واقع ، وفي اية مفاوضات بعد حرب تكون علامة الحدود مكان جزمة العسكري ، وهنا تبدو إشكالية فالتمدد الجنوبي إلى باب المندب والبقاء الشمالي في بيحان ومكيراس يندرج ضمن خيار التبادل أو خيار التثبيت ، بمعنى أنه يمكن في التبادل عودة المخا إلى حاضنتها وعودة الحدود الجنوبية إلى حاضنتها

⏪ لكن مسألة الثروة ومسالة الموقع الاستراتيجي لباب المندب تلقي بضلالها!!

فليس من مصلحة السعودية بالذات ، وهي التي قدمت الكثير في هذه الحرب ، ليس من مصلحتها أن يعود لصنعاء باب المندب ودائرة حمايته وفي صنعاء أدنى نفس طائفي موالي لايران ، وأيضا العالم لايمكن أن يعزل كتلة سكانية ضخمة رأس جبل بدون ثروة !!

⏪ لذا فألخشية ، في مفاوضات الأمر الواقع ، ان يتم تبادل لجزء من الثروة لتلك الكتلة السكانية مقابل الموقع لتطمين السعودية .

 بقلم : صالح الدويل

مقالات الكاتب