الإسلام بين المسلمين والمتأسلمين

قال أصدق القائلين في محكم التنزيل يصف من ختم به رسالاته للثقلين الأنس والجن . ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) وصف بالغ المعاني عن شخصية الرسول صل الله عليه وسلم ورسالته فوصفه بالرحمة وكذا رسالته التي أرسل بها هي رسالة الرحمة أو ليس الرحمة هي من صفات القرآن ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين .... ) ووصف عز في علاه الرسول والمسلمين بقوله ( محمد رسول الله والذين معه  اشداء على الكفار رحماء بينهم ).


واسمعوا يا معشر الأنس والجن لقوله تبارك وتعالى يصف نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك )  وقوله ( وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) وقال ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) واختتم بقول مالك الملك بوصفه لخير من اصطفى ( وأنك لعلى خلق عظيم ) بهذه الصفات الربانية القرأنيه التي ذكرها خير من يزكي الأنفس وتحلى فيها السراج المنير غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر في العام السادس للهجرة أي قبل مماته بما يربوا عن أربعة أعوام .

 

هذا هو الإسلام  الذي لن  يقبل الله من عباده ديننا غيره ( ومن يبتغ غير الإسلام ديننا فلن يقبل منه ) لأن الله عز وجل ارتضاه لعباده ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).

 
الإسلام خلاصة الأديان وأنقاها وأمة الإسلام هي الأمة الوسط لأن الإسلام  دين الوسطية والإعتدال لا دين التطرف والغلو ولا دين سفك الدماء والدمار الإسلام  دين السلام لا دين الحرب الإسلام دين الحرية لا دين الأستعباد .

 

الإسلام دين الحكمة لا دين الحماقة . الإسلام دين الرحمة لا دين العذاب . الإسلام دين التسامح لا دين التخاصم . الإسلام دين المحبة لا دين الشحناء والبغضاء والكراهية . الإسلام دين الخير والصلاح والبناء والتنمية والعلم والترابط الإجتماعي وصلة الأرحام وبر الوالدين والمؤاخاة والتعاون والتكافل الإجتماعي والعطف والعزة والقوة والحجة المبينة والشورى

لا دين الشر والدمار والخراب والجهل والضعف والتفكك الإجتماعي والتنافر والعقوق والقسوة والعنجهية والجبروت والتفرد بالرأي .

 

الإسلام دين التوحيد لا دين تعدد الأرباب.

 
الإسلام هو المحكة البيضاء ليلها كنهارها . الإسلام دين المسلمين الذين يتبعون كلام الله وكلام رسول الله صل الله عليه وسلم حلاله بين وحرامه بين . الإسلام دين المسلمين الذين يخافون الله ويتقون عذاب الله بإتباع أوامره ويقومون بطاعاته وينتهون بنواهيه ويعزفون عن معاصيه .

 

الإسلام وما أدراك ما الإسلام  ومحمد صلى الله عليه وسلم نبي الإسلام ، سيد الأخلاق الذي قال عن نفسه إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .

 

ليس الإسلام بدين المتأسلمين الذين يتظاهرون بشكل المسلمين ويرآءون في إسلامهم ولكنهم لا يحملون من صفات الإسلام ألا شعاراتهم ولا يتحلون بصفات وأخلاق نبي الإسلام  ألا بمظاهرهم الخارجية .

 

فيما من تبتغي العزة من الله وتبتغي شرع الله وتبتغي عفو الله وتبتغي صحبة رسول الله صل الله عليه وسلم عد إلى كتاب الله ففيه النور وفيه الخلاص وفيه النجاة وفيه الشفاء وفيه الرحمة وفيه تبيان كل شيء .

 

فلا تكن في مرية من أمرك ويضلك من أظله قرينه . فتقع في المحظور  . سلم الناس من يدك ومن لسانك ولا تعث في الأرض  الفساد .

 

فإن كنت اليوم قويا أو مستقويا فلا تبطش بالناس ، فأنك غدا في الدنيا ضعيفا تخاف أن يبطش بك الناس ، وبعد غدا تقف بين يدي الواحد الديان تتمنى أن تطفئ غضب الرحمن بصدقة أو كلمة طيبة قدمتها لنفسك في حياتك الدنيا ، كما تتمنى لو أنك أتيقت النار بشق تمرة . ولا تحسب أنك مخول بإقامة حدود الله وشرعه بين خلقه فأنه لا يقيم حدا ألا والي وقاضي . أتق الله وقل رب أرني الحق حقا وارزقني أتباعه و أرني الباطل باطلا وارزقني أجتنابه .

 

 وأستعن بخير من يعينك على نفسك وعلى أمور دينك ودنياك . اللهم أنت الحسيب فحسبي الله على كل من شوه بدين ارتضاه أرحم الراحمين لعباده . 

 

مقالات الكاتب