اسرة الفقيد الميسري تستقبل واجب العزاء بعدن
استقبل محمد الميسري، رئيس قسم المشتريات بديوان وزارة العدل، اليوم واجب العزاء في وفاة والده نائب مدي...
ما إن تحدثت السيدة وزيرة التربية على مراجعة كيفية امتحان البكالوريا والإصلاحات التي تنوي إدخالها عليه حتى ثارت كالعادة ثائرة "المحافظين" وجاءت الانتقاءات بالجملة وبالتفصيل، لا لشيء إلا لأنها نوت أن تلغي امتحان التربية الإسلامية وما دتي التاريخ والجغرافيا للعلميين والرياضيات للأدبيين، وأن المواد العلمية ستدرس للعلميين باللغة الفرنسية مستقبلا.
إجراءات قد نختلف معها، لكن ألم تكن هذه الطريقة المتبعة في الماضي عندما كان للبكالوريا وللتعليم في الجزائر قيمته العلمية والاجتماعية؟
ربما كان بإمكاننا لوم الوزيرة، على اختيار الفرنسية لتدريس المواد العلمية بدل الإنجليزية، التي صارت لغة العلوم من عقود في كل العالم، لكن أليست محقة لما تضع حدا لمهزلة دامت لأكثر من ثلاثة عقود، عندما عممت الدولة التعريب في الأطوار الثلاثة، بينما يجد الطلبة لما يلتحقون بالجامعة أن تدريس المواد العلمية لا يتم إلا بالفرنسية، وهو ما أدى إلى رسوب الآلاف، خاصة القادمين من الولايات الداخلية، أين يعاني هؤلاء من نقص فادح في تدريس اللغات الأجنبية .
وهنا أروي قصة حقيقية، حدثت مع أستاذة في جامعة باب الزوار، حيث لاحظت لأسابيع أن أحد طلبتها يبقى صامتا في الدرس، لا يناقش ولا يعلق ولا يشارك فيه، فسألته عن السبب، لكنه لم يفهم حتى السؤال نفسه الذي طرحته طبعا بلغة الدرس الفرنسية، ليجيبها زملاؤه أنه لا يفهم الفرنسية، فهو لم يدرسها أبدا في حياته، لأنه جاء من إحدى ولايات الجنوب، لنكتشف الطامة الكبرى "والانفصام" في هوية المنظومة التربوية في الجزائر، التي ما زالت رغم كل التجارب تتعثر وتتراجع، ويتراجع معها مستوى التعليم في كل شيء.
ألم يتخذ المغرب من أشهر قرار وقف التعريب، بعد 30 سنة من التجارب الفاشلة. على الأقل نعترف للوزيرة بالشجاعة في اتخاذ قرارات غير شعبية، لكنها ضرورية، لم يجرؤ كل من سبقها اتخاذها، وإصلاح المنظومة التربوية في حاجة إلى من يتحلى بالشجاعة لأن الحرب ستكون ضروسا مع حراس المعبد، الذين أضاعوا على الجزائر الكثير من فرص النهوض بالمدرسة الجزائرية، وجعلوها سجينة الخطاب الديني الذي يكسب كل يوم مساحة جديدة على حساب الفكر العلمي وعلى حرية التفكير، ألم يطلب بعضهم بإلغاء تدريس مادة الفلسفة، وما زال علم التشريح محرما في كلية الطب بالجزائر، لأسباب دينية دائما.
لكل هذا، المدرسة الجزائرية بحاجة لثورة لا يقدر عليها إلا من يتحلى بالشجاعة والصبر!