ذبحوا عبد الله عيسى لننسى محمد الدرة!

أين هم المتباكون على الطفل "محمد الدرة" الذي قتله رصاص جندي صهيوني على المباشر في صائفة 2000؟ لا أقول هذا لأن جريمة مقتل محمد الدرة لا تستحق الإدانة، بل هي جريمة بشعة وأدانها الجميع؟

 

لكن أين هم المتباكون والصارخون لما تكون الجريمة بتوقيع إسرائيل، أو ينتفضون لرسوم مسيئة للرسول، ويفرحون لمقتل رسامي شارلي إيبدو، بينما لاذوا هذه الأيام بالصمت، إزاء جريمة قطع رأس طفل فلسطيني ببشاعة، وكل الجرائم بشعة، من طرف من تسميهم "الجزيرة" وحلفائها في الغرب بالجيش الحر؟

 

هل رأيتم كيف أن رتلا من الجيش الفاقد للحرية والكرامة، يلعب بطفل في الـ12 من العمر، اختطفوه من مستشفى وجاءوا يفرجون العالم فيه، كيف يذبحون طفلا بعدما قتلوه رعبا مئات المرات ولم يقدموا له شربة ماء إلا بشق الأنفس، ثم يوثقون يديه خلفه وهو جريح ينزف، يلقونه أرضا ويجرون السكين في رقبته ليس من الوريد إلى الوريد، بل يقطعون رأسه ويرفعونها مثل قصب السباق، أو الكأس التي ترفعها الأندية المنتصرة؟

 

يا خونة، يا "حڤارين" باللغة الجزائرية، استرجلتم على طفل مسكين، بعدما اتهمتموه بتأييده لبشار، لا لشيء إلا لأنه فلسطيني لاجئ يبحث عن مأوى وليس كرامة، فلم يعد في أرض العرب مكانا للكرامة، وإلا لما انتشر فيها سفاحون مثلكم؟

 

العالم الذي اهتز لجريمة شارلي إيبدو، وجريمة نيس من أيام، وقبلها تفجير مطار بروكسل وغيرها من الجرائم المدانة، العالم الذي بكى الطفل السوري الذي ألقت أمواج البحر بجثته، لماذا يسكت اليوم لهذه الجريمة التي راح ضحيتها الطفل "عبد الله عيسى" وهذا اسمه، والأمّر من ذلك أن شيخ النفاق السعودي العريفي، ينصح إخوانه في الجريمة ألا ينشروا صورا كهذه تدينهم؟

 

المصيبة أن "نور الدين زنكي" الذي قتل ثواره هذا الطفل، طلب اللجوء إلى فرنسا هو وأحد المجرمين الذين يسمونهم معارضة معتدلة، وبعد ذلك يتساءلون من أين أتاهم الإرهاب، فهم لم يصنعوا الإرهاب ولم يدمروا سوريا فحسب، بل يفتحون بلدانهم للقتلة والمجرمين ليزاحموا ضحاياهم في مرافئ اللجوء؟ ألم تقابل إحدى الايزيديات المختطفات من أيام الإرهابي الذي اغتصبها أسابيعا في مكتب للاجئين في ألمانيا؟

 

لا أدري ماذا كان رد فعل السلطات الألمانية لما ذهبت المسكينة للتبليغ عنه، وهل اعتقلته؟ لا أظن!

 

لن يحفظ لا العرب ولا حتى الفلسطينيين ولا غيرهم اسم "عبد الله عيسى"، لأن هذه الجريمة رغم بشاعتها ممولة من المال السعودي والقطري، ومدعمة من الإعلام الغربي الذي ما زال يدعم معارضة الخيانة السورية، حتى تدمر آخر حجر بسوريا.

 

وتتحول حلب الشهباء، المدينة العريقة وذاكرتها التاريخية والحضارية إلى رماد يغطي على دم "عبد الله".

 

اقبضوا على قلوبكم وشاهدوا كيف قطعوا رأس الطفل بفرحة وكيف صوروا المشهد وبثوه إلى العالم، كل العالم الغارق في الخيانة والمؤامرة!

مقالات الكاتب