لاتكن متسرعاً فتُستَغَل

تريث قبل أن تتخذ موقف ما من أي حدث أو قضية ، ولا تضع راياً فورياً قبل أن تستمع وتتفهم وتدقق وتستوعب التفاصيل فثمة شيطان امرد يمكث هناك يجب إبعاده .

 

تحقق فيما يصل إليك فقد تكون ضحية لرسائل سلبية تبثها جهات معادية باسماء تحمل هويتك وتنتمي إليك لدفعك لإتخاذ مواقف نيابة عن غيرك فتندم .

 

الموقف الذي تتخذه يترتب عليه قناعة فكرية يتبعه سلوك وتصرف ملموس على الواقع .. فقد تعبر عنه بالكلام الشفهي او بالكتابة او بالعنف أو بأي شكل مادي ما فتصيب أو تخيب ولا مساحة كافية للتراجع .

 

فكل يوم نتعرض لمئات الرسائل المختلفة المصادر .. ونتاثر بها سلباً وإيجاباً بحسب تقديرنا نحن .

 

تريث حتى لاتستغل فقد يكون الموقف السلبي الذي تتخذه صواباً مقارنة بطبيعة الهدف الخفي الذي يراد منك تحقيقه ، وقد يكون العكس صحيحاً وكل ذلك لابد ان يخضع لميزان تقديرك وفراستك وتفهمك وإدراكك لما تحمله تلك الرسائل من مقاصد وفقاً للقناعات التي ترسخت لديك وأصبحت معايير للحكم على كل مايصل اليك من رسائل .

 

ليكن في حسابنا إن الآخر المختلف يعمل بكل السبل للتأثير على المتلقي ، ولا يتوانى ذلك المختلف في إستخدام كل ما له علاقة بقناعاتك ليزيدك إقناعاً .

 

 ثم يندس من خلالها للوصول إليك والتمكن من مشاعرك وتوجيهها بما يحقق له مبتغاه .. فكثيراً ما تأتي صياغة خبر ما او فكرة او مقال أو إشاعة بديباجة تلامس سيكلوجية عواطفك متخذاً من بعض الحقائق التي تعرفها انت وتمكنت منها نفسك عن أمر أخذ ما أخذ من الجدل والنقاش والاخذ والرد فتطمئن إليه فتنساق معه وتستحسن ما وافق قناعتك التي بنيتها قبلاً كحصاد عمر من التفاعلات.

 

 ولكن ليس كل ما يلمع ذهباً ، ولا كل ما يقال يعبر عن حقيقة الأنفس ولا تتطابق المقاصد مع ما أنت عليه من قناعة فكرية توجه سلوكك وتفاعلاتك  ولا تلامس عن صدق ما أنت عليه من غبن أو فرح ، ولا تستهدف دعمك والوقوف الى صفك ومجتمعك ، ولاحاجة لذلك المختلف إن يبذل جهده وينفق وقته لكي يشاركك همك وأحزانك ، ولكن الحقيقة المرة ستجدها مستترة بين سطوره ومفردات رسالته المتناقضة معك وضدك  فمن ذلك الثقف الصغير ينفذ الآخر المختلف المتربص ليضع بذور فكره المسموم للتأثير عليك وحرف مسارك فتتبنى أنت فكراً مغايراً قد يفرق ولا يجمع ، يعقد ولا يضع حلولا، يهدم ولا يبني ، يباعد ولا يقارب ، وفي المحصلة تكون أنت المجند للترويج لأفكار عدوك .

 

ليكن معلوماً لدينا إن عدونا يعد عدته ويتخذ من كل السبل المتاحة عن دراية وإتقان ليحقق هدفه دون أن نعي ذلك وقد نعي ولكننا نقع تحت تأثير انطباعاتتا السلبية وقناعاتنا المتغيرة فننساق تحت تأثير مغناطيسية الآخر بلا وعي لنتائج ما نفعل .. وقد تكون النتائج مؤلمة وكارثية .

 

لهذا اخي العزيز تريث قبل أن تُستَغَل ، والأذكياء يتعلمون من أخطاء غيرهم ودمتم .

مقالات الكاتب