عجائب من بلد الغرائب‎

عجب العجائب وأغرب الغرائب في بلادي في بلادي حدث انقلاب ، وتحول إلى حرب شاملة ، بين الشرعية المتمثلة برئيس الجمهورية المعترف بشرعيته إقليميا ودوليا ، وبين الانقلابين ( الحوثه )المتخذ فيهم قرارا دوليا .

 

 في بلادي جيش يقال وطنيا في النهار شرعيا لا يقاتل مع الشرعية ولكنه أعلن لها الولاء شفهيا فقط ،وفي الليل حوثيا يقاتل معهم ضد الشرعية ،  في بلادي حققت المقاومة ( مجاميع من شعب الجنوب من مختلف الأعمار مع بعض العسكريين القدماء ) نصرا ضد الحوثه محسوب باسم الشرعية ، في بلادي الجيش الوطني ( غير موجود فعليا وإنما مقاومة مدعومة ) يخوض حربا قائده الأعلى ونائبه والحكومة كلها خارج البلاد ووزير الدفاع أسير لدى الانقلابين ،فمن يقود الجيش أذن ؟! ومن يدير الحرب ؟! في بلادي يملك الانقلابين جيشا نظامي و ترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر بل و يصنعون ويطورون بعض الأسلحة ، والشرعية لا تملك شيئا ولا تقدر توفر عتاد لمواليها ، في بلادي يشتري جيش الشرعية الذخائر من السوق المحلية الذي يشتريه التجار من الانقلابين .

 

 في بلادي العاصمة والمدن بلا كهرباء ولا محروقات ولا خدمات ، وتتوفر تلك في الأرياف  في بلادي يعترف العالم بشرعية الرئيس ويقفون معه ضد الانقلابين إعلاميا فقط ، بينما يقفون بقوة مع الانقلابين ويمدونهم من خلف الستار .

 

 في بلادي الحكومة تتفاوض مع الانقلابين ، والهيئات الدولية تسترجيهم يطبقون قراراها (2216) . في بلادي أرض محررة في الظاهر تسيطر عليها الشرعية ( التي لم تستطيع حتى الآن تأمينها ) وتدار بالباطن بخلايا الانقلابين .

 

 في بلادي الكل قائد والكل سياسي ومحلل ومسئول والكل جيش والكل مقاومة نجيد الكلام والنقاش والجدل ، لكن لا يوجد من يعمل . في بلادي يبعث الانقلابين للموظفين مرتباتهم . في بلادي يصنع النصر رجال وتسلط الأضواء على منهم على آرائكهم  متكئون .

 

 في بلادي عجائب وغرائب كثيرة  كثيرة  تشكل لغزا لا يستطيع أحد فك رموزه . في بلادي تسلب حقوق شعب مهضوم مظلوم ويقف العالم مع الظالم ،  فسبحان المتكفل بخلقه والمدبر لأمورهم . في ظل غياب ولاة أمورهم . فلا تسألوني من أي بلاد أنا فأنا من بلاد فيها أرم ذات العماد ، وفيها وقعت حادثة أصحاب الأخدود ، وفيها بئر برهوت ، ذكرها الله بكتابه بأرض الجنتين ، الذي بدل الله جنتيها بشيء من السدر والأثل والطلح ذات آكل خمط . .   

 

مقالات الكاتب