"تحت ضوء القصف: عيد الفطر بين لحظات الفرح وصرخات الألم"

عشية عيد الفطر المبارك بدأت تهاني العيد بالنزول كقطرات المطر عبر وسائل السوشل الغزير، يتجلى جمال الروح الإنساني في لحظات الفرح والسعادة، فبينما يلتفت الناس إلى السماء ليستقبلوا أول أشعة الشمس في صباح يوم غد العيدي، تتراقص الأماني في أفق القلوب، وتبعث الأمل والتفاؤل في كلمات التهاني والأماني.

وفي هذا الزمان، يتألق المصممون بشطارتهم وإبداعهم، حيث ينسجون خيوط الألوان والفنون ليخلقوا لوحات فنية تنم عن جمال العيد وروعته، فتتنوع التصاميم وتتعدد الأفكار لتلامس قلوب الناس وتجسد لهم أعماق الفرح والسعادة التي تملأ الأرجاء.

ولكن، في وسط هذه الفرحة العارمة، يبقى وجع الحقيقة يحاصر بعض القلوب، وتنزلق دموع الحزن على وجوه البعض. هناك صوت القصف يدوي في أرجاء غزة، يخترق الصمت ويفتح جروحًا جديدة في قلوب الأبرياء. وفي هذه اللحظات الصعبة، حق ان يثور الطفل الغزاوي بسؤاله الصادق، يقفز من عينيه البراءة والحقيقة، فهو يسأل بقلب مفعم بالألم والأمل: "ما الذي نحتفل به في عيد الفطر ونحن نعيش تحت ظلال القصف والدمار؟"

وهكذا، تتزايد التحديات وتتجدد الأماني، وفي وسط هذا الصراع الدائم، يبادر ناشطون في اليمن بإطلاق حملة #عيدنا_قضية، ليؤكدوا بذلك أن العيد ليس فقط فرحة وسعادة، بل هو فرصة للتضامن والتكاتف في وجه الظلم والاحتلال، غداً سيرتدي البعض الشال الفلسطيني كرمز للوقوف بجانب إخوانهم في فلسطين، وليبثوا في قلوبهم شعورًا بالصمود والتضامن مع قضيتهم المشتركة.

ومن خلال هذا النموذج الإبداعي، نرى كيف يمكن للفن والإبداع أن ينقل رسائل إنسانية عميقة ويعبر عن مشاعر الألم والأمل في آن واحد، ويوحد الناس في وجه التحديات والصعاب.

هكذا، يعيش الناس في غزة وفي كل مكان بين الفرح والحزن، بين الابتهاج بمناسبة العيد وبين صرخات الألم والعذاب تحت ضجيج القصف. ولكن في هذا الصراع الأليم، تظل روح الصمود والأمل تشع من قلوب أهل غزة، وتبقى رسالة التضامن والمساعدة تحية حية تطفو على سطح الحياة، فلا يزال العالم ينتظر ليُجيب على سؤال الطفل الغزاوي بكلمات العمل والتضامن والدعم، لأن العيد للجميع، فلا عيد للمعتدين و المطبعين، ولأن كل طفل يحق له أن يعيش طفولته بسلام وأمان، فعيدكم نصر و تمكين و انفراج ازمة وغمة.