لو غيرتم محافظ البنك..
ولو غيرتم وزير المالية..
ولو غيرتم الحكومة كلها..
بل حتى لو غيرتم الرئيس.. وركبتم هادي متر!
فلا فائدة.. ولن يتغير شيء، ولن يتحسن حال!
الأمر - كما يقول إخواننا المصريون - المشكلة في القماش..
مش في الترزي..
المشكلة ليست في الخياطين.. ولكنها في القماش نفسه..
الخلل والعلة في أنفسكم المريضة..
المحبة للفساد والسحت والمال الحرام..
تريدون أن توقفوا تدهور الدولار في:
عدن ومارب وسائر مناطق الشرعية؟
إليكم حلا بسيطا جدا، من رجل ليس متخصصا في الاقتصاد..
والحل هو:
1- أوقفوا المرتبات للمسؤولين بالدولار والريال السعودي..
2- واصرفوها من بداية 2022 بالريال (اليمني)
هل تستطيعون أن تتخذوا خطوة كهذه؟
طبعا لا.. ليش؟ لأنكم دولة فاسدة مرتجفة مرتعشة فاشلة..
حتما لن يقبل الوكيل المساعد خريج الثانوية - الذي راتبه الآن خمسة آلاف دولار - براتب بالريال اليمني، حتى ولو قلتم (مليون ريال)
من حقنا - التي تساوي حوالي ألفا وسبعمئة دولار - وليس من حقكم،
التي لا تساوي حتى 600 $
هل سيقبل الوزير في حكومة عدن - الذي راتبه الآن خمسة عشر ألف دولار -
حتى بعشرة ملايين = 6000 $؟ طبعا لا لا يمكن أن يقبل!
إذن إذا كنتم صادقين وجادين في (إيقاف تدهور الريال حقكم)
فأول خطوة هي: إيقاف صرف مرتبات المسؤولين بالعملة الصعبة..
واعتمادها بنسبة 10% بالعملة المحلية!
وأنتم لستم أول دولة تتعرض لانتكاسة اقتصادية:
لم تنتكس اقتصاديا دولة - في التاريخ - كما حدث للعراق:
1- في عام 1989
كان الدينار العراقي = أكثر من ثلاثة دولارات
كان أقوى حتى من الدينار الكويتي..
الوزير العراقي، كان راتبه يصل لعشرين ألف دولار..
والمواطن العراقي، كان أغنى مواطن في العالم..
الكويتيون والقطريون والإماراتيون.. كانوا يتمنون - من الناحية الاقتصادية - معيشة العراقيين؛
لأن راتب الموظف العراقي، كان أضعاف راتب نظيره الكويتي والقطري والإماراتي!
2- وفي عام 1992
خلال ثلاث سنوات فقط: أصبح الدولار = مئة ألف دينار
والوزير أصبح راتبه ألف دولار فقط!
الأستاذ الجامعي - بعد عام 2000 - أصبح راتبه يساوي خمسين دولارا فقط!
هل تتخيلون هذا؟
بينما قبل 1990 - قبل احتلال وغزو الكويت، الذي تسبب في تدمير العراق -
كان راتب الأستاذ الجامعي، ثلاثة آلاف دينار = عشرة آلاف دولار!
الدنيا حوارة دواره غداره.. والزمن قلاب.. والأمر كما يقول ربنا
{وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}آل عمران140
ونعود لأصل الموضوع وللسؤال الكبير:
الوكيل المساعد - الذي صدر له قرار جمهوري، وهو الآن يستلم خمسة آلاف دولار - هل يمكن أن يقبل - من أجل دعم العملة والاقتصاد الوطنيين-
1- بتخفيض راتبه 75% 2- وأن يصرف بالريال اليمني
لا بالدولار ولا بالسعودي؟!
ويختص الصرف بالعملة الصعبة للديبلوماسيين فقط..
كما هو شأن سائر دول العالم!
أما إذا كنتم تريدون أن توقفوا ارتفاع سعر الدولار -
وأنتم مستمرون في ضخه من البنك المركزي؛
لتغطية مرتبات حوالي ألفي مسؤول في حكومة عدن، وشرعية هادي -
فعندئذ نقول لكم: أنتم تضحكون على عقول ولحى الرجال..
وبفضل فسادكم، سيظل الدولار يرتفع؛ حتى يكسر حاجز الألفين..
وعندئذ ستكون ثورة (الجياع) التي لن تتحملوها..
والعيب والمشكلة والعلة والخلل - هي فيكم.. وليس في الاقتصاد..
في نفوس وقلوب وصدور الرجال.. وليس في قلة المال!
وواضح للأعمى - قبل البصير - كما قلنا في أول الكلام:
أن العيب والمشكلة والعلة والخلل.. في الخياطين..
وليست في القماش!
وقديما قال الشاعر:
لعمرك ما ضاقت بلادٌ بأهلها *** ولكن أخلاق الرجال تضيق!ُ
#د_رصين_بن_صالح