المجاعة في بيوتنا

 تبت أيديهم وألسنتهم، فقد أمست حربهم عبثية وسياستهم كحمالة الحطب، فأختنا الكبرى التي لم تستطع كسر يد الحوثي بالحرب، توشك أن تبوسها على طاولة التفاوض، ونخشى أن يأتي اليوم الذي يزبطون الجنوب زبطة لئيم!.
* حياتنا أصبحت تصعب على الكافر، والجالسون على كراسي السلطة نائمون في العسل، فكلهم مستفيدون من استمرار الحرب، فهي سوق لبضاعتهم السياسية الرخيصة، وباتوا يتاجرون بمعاناة شعبهم جنوباً وشمالاً.
* الحرب والسياسة جعلت البلاد على كف كارثة إنسانية وأخلاقية، فقد أمست المجاعة تطرق حتى البيوت الكريمة، ومع كل انهيار للريال يزداد عدد الفقراء، ويسقط شيء من آدميتنا وكبريائنا.
 
* فعندما يكون “الروتي” وجبة الفقراء بـ50 ريالا، وأكله حاف جاف يساوي في نهاية الشهر راتب عسكري، ويبلغ الأمر حد أن توزعه المنظمات على الأسر كمعونة، وعندما يمسي سعر البيضة بـ 150 ريالاً، وقيمة الدبة البترول بمعاش متقاعد، وعندما لا يستطيع الرجل شراء حبة الضغط لأمه المريضة، ويقف عاجزاً أمام نظرات طفلته ولا يملك ثمن حقيبتها المدرسية، وعندما تذل الحاجة النفوس العزيزة وتجبرهم على الاستجداء بالأزقة والبحث عن طعامهم بالقمامة؛ عندها يجب على المسؤولين أن يعلموا بأن حسبتهم خاطئة وقسمتهم ضيزى، وبالتالي لا يكون خروج الناس إلى الشوارع تمرداً أو مؤامرة.
* لا نطمئن للشرعية أو يساورنا رجاء بضمير مسؤوليها، كما لا نحتاج أن يذكرنا أحدهم أن (تنكة التمر) لن تعيد لنا الأمل، أو يقولون لنا أن اللعبة كبيرة، وأن المؤامرات تكشر أنيابها في وجه أحلامنا ومشروعنا، وندرك أيضا أن العواطف والشطحات، قد تذهب بمنجزاتنا السياسية وتعيدنا إلى البداية وثورة تحريق (التايرات) ، ولكننا نعتقد أيضا، أن عبارات الشجب والتنديد وندعو ونطالب، لا تكفي لتحريرنا ورفع معاناتنا، فسبع سنوات تجعلنا نتعلم من قهرها ودروسها.
* معظم الجنوبيين اختاروا المجلس الانتقالي كحامل لقضيتهم وتضحياتهم ونضال سنواتهم، فالشعب الذي فوضوكم لتقرير مصيره، لا يطالبكم بإعلان البيان رقم واحد، ولكن لا تصنعوا أحلامه على قياسكم، فهذه الأعناق التي حملتكم في ضعفكم، من حقها أن تشعر بإنسانيتها وتعيش بكرامة.
* الإمتحان صعب، ولا نعلم إن كانوا يدركون أن البسطاء أصبحوا يحلمون بالهجرة، بينما بعضهم ما زلوا يحدثوننا عن الوطن.