الأستاذ والمربي الفاضل المرحوم محمد يوسف يحيى شخصية وطنية جمعت بين العمل التربوي والعسكري والمجتمعي

عدن لنج/ طاهر حنش أحمد السعيدي
الأستاذ والمربي الفاضل المرحوم محمد يوسف يحيى حسن من مواليد عام 1940م جبل آل علي منطقة الصفأة يافع رصد محافظة أبين. لديه من الأبناء خمس بنات. فقد حنان الأب بعد وفاة والده وعمره 3 سنوات لكنه تربى وترعرع بعز الله وعز والدته التي تولت رعايته وتربيته مع أخوانه الخمسة.
 
 التحق الأستاذ محمد يوسف بالمعلامة لتحفيظ القرآن الكريم عام 1950م على يد الفقيه منصر أحمد صالح في منطقة الصفأة حتى أجاد القراءة الكتابة وحفظ بعض من سور القرآن الكريم. 
 
عمل مع والدته واخوانه في حراثة الأرض، وفي مطلع الستينات من القرن الماضي.
 
 سافر إلى خارج الوطن وتحديداً إلى دولة البحرين لطلب لقمة العيش، وإلى جانب عمله هناك، اهتم بالدراسة واستطاع أن يواصل دراسته حتى أكمل مرحلة التعليم الابتدائي والإعدادي. 
 
عاد إلى أرض الوطن عام 1967م وتزوج بنفس العام وبعد الاستقلال الوطني 1967م ساهم بجد وإخلاص في الأعمال التطوعية بالمنطقة ومنها المبادرات الجماهيرية في بناء المدارس والحراسات الليلية وشق الطرقات وحفر آبار المياه، هذه الأعمال التي كان ينظمها الأهالي الهادفة إلى تحسين وتطوير أوضاع المنطقة وأثناء تأسيس مدرسة الصفأة كان من المساهمين بالأعمال ومن أوائل المعلمين الذين قاموا بالتدريس وبشكل طوعي بدون راتب بحكم مؤهله العلمي ويعتبر رائداً من رواد التربية والتعليم ومن مؤسسي وواضعي أولى مداميك التربية والتعليم بالمنطقة.
 
 وفي عام 1971م ألتحق بالقوات الشعبية سباح ونظراً لحاجة المنطقة لتعليم وتنوير أبنايها استدعت الضرورة إلى تفريغه للعمل كمعلم من قبل المرحوم الفقيد محمد علي القيرحي وتم تكليفه بالتدريس في مدرسة ظُبة أمشقي منطقة سباح وكان يدرس الطلاب صباحاً تحت أشجار الأثب في موقع أسفل ظلمة، وكان يقوم بتدريس محو الأمية في العصر النساء وفي الليل يدرس الرجال، ومن، خلال تواجده المستمر بالمنطقة استطاع إقناع الأهالي على ضرورة بناء فصول دراسية لإستيعاب الطلاب الوافدين للدراسة فاستجاب الأهالي لهذه الفكرة ورحبوا بها، وقاموا ببناء فصلين في موقع جنفور في عام 1972م وساعدهم في ذلك أبناء منطقة حريض الذين كانوا يأتون على جمالهم للمشاركة معهم بالعمل لإنجاز هذا المشروع، وكان يدرس بهذه المدرسة إضافة إلى طلاب أبناء المنطقة طلاب وافدين من حريض وحظة.
 من بين الطلاب الذين قام بتدريسهم محمد أحمد حيدرة الشقي رئيس المجلس الإنتقالي في محافظة أبين والعقيد هدار حسين غالب علي، والعقيد جمال ناصر غالب علي، والعقيد أحمد عبدالرحمن مشدل أركان حرب كتيبة الشهيد أحمد سيف المحرمي، وآخرين.
 
في عام 1975م أرسل أول دفعة من طلاب المدرسة إلى سباح لغرض إرسالهم لمواصلة دراستهم في مدرسة أبناء البدو الرحل زنجبار نظراً لعدم وجود معلمين بالمدرسة إلا أنه وللاسف الشديد انفجر فيهم لقم أرضي بالطريق وراح ضحيته الشهيد محمد محسن حيدرة وإصابة تلميذ آخر هو الطالب هدار أمشقي. 
في عام 1977م تم استيعابه رسمياً كموظف بالسلك التربوي والتعليمي وتحول راتبه من المجال العسكري إلى المجال التربوي معلم  في مدرسة ظُبة سباح التي سماها الأهالي بعد وفاته باسم الفقيد محمد يوسف تخليداً له على اعتبار أنه مؤسس هذه المدرسة عرفاناً ورداً للجميل من قبل الأهالي لهذه الشخصية التربوية التي كانت تحظى بتقدير واحترام الأهالي والطلاب بالمنطقة. 
 
كان يقوم المرحوم الأستاذ محمد يوسف  بحل القضايا وإصلاح ذات البين بين المواطنين لأن كلمته كانت مقبولة ومسموعة من قبل الجميع، ولديه القدرة على نسج العلاقات مع الأهالي والجهات ذات العلاقة، وتحصل على العديد من الشهادات التقديرية ورسائل الشكر من المدارس التي عمل فيها، ومن الجهات التربوية في تلك الفترة. 
 
في عام 1978 / 1979م انتقل إلى مدرسة الصفأة التي كان يديرها الأستاذ سالم محمد عبدالله بوضعية تعليمية تتكون من الصف الأول إلى الصف السادس بعدد طلاب 157طالب و 125طالبة وعدد المعلمين 8 معلمين وفي العام الدراسي 1981/ 1982م انتقل إلى مدرسة الرفقة نجد اسحيل التي كان يديرها الأستاذ زيد عبدالله محمد ثم بعد ذلك عاد للاستمرار بعمله في مدرسة الصفأة وبعدها انتقل إلى مدرس  الحنشي في العام الدراسي 1984/ 1985م أثناء ادارة المدرسة من قبل الأستاذ صالح ثابت جبران وفي عام 1985/ 1986م تم ترشيحه دورة عسكرية تبع الاحتياط العام للمليشياء الشعبية في مكيراس واستمر فيها فترة لأكثر من ستة أشهر. 
 
 توفي تاريخ 13/ 8 / 1987م في مستشفى المخزن أبين على أثر إجراء له عملية جراحية بعد حياة حافلة بالنشاط والجد والمثابرة بين مدارس ظُبة سباح والصفأة والحنشي والرفقة وبين العسكرة بالقواة الشعبية والاحتياط العام للمليشياء الشعبية.
 تستلم أسرته راتب شهري قدره  38000 ريال حيث تم إحالته للمعاش التقاعدي بعد الوفاة مباشرة. 
الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته 
 
تحية وتقدير لكل من تعاون معنا ووافانا بالمعلومات الخاصة بهذه الشخصية التربوية التي لم نتحصل في مكتب التربية إلا على اسمه في كشوفات المدارس التي عمل فيها بمدارس الصفأة والحنشي فقط وأخص بالتقدير كل من الأخوة
حكيم أبو عيدروس
هدار حسين غالب علي
جمال ناصر غالب علي