احتفالات عيد الاستقلال تؤكد أن أساسات دولة الجنوب أضحت مكتملة والانتقالي يسوق لرغبة شعبية

عدن لنج/خاص

شهد الأسبوع الماضي تطورًا نوعيًا على مستوى استعادة دولة الجنوب بعد أن شهدت الفعاليات التي دعا إليها المجلس الانتقالي الجنوبي في ذكرى الاستقلال مشاركة فاعلة من أبناء الجنوب الذين أدركوا بأن دولتهم المستقلة على بعد خطوات ليست بالبعيدة، ما انعكس على حماس المشاركين الذين وجهوا رسائل قوية لقوى الاحتلال اليمني التي تعبث بأمن الجنوب.

 

اللافت في مجريات الأسبوع الماضي أن أبناء الجنوب أضحى لديهم رؤية واضحة بشأن مستقبل دولتهم، تقوم بالأساس على دعم المجلس الانتقالي الجنوبي باعتباره الممثل الشرعي عنهم، وأن القوات المسلحة الجنوبية التي شاركت في عروض عسكرية احتفالية هي الدرع الحامي لتلك الدولة، وأن الجمعية الوطنية التي نقلت تطلعات الجنوب إلى القيادة السياسية ومنها إلى المجتمع الدولي هي خير من تمثل قضيتهم العادلة ومشكلاتهم الحياتية، وأن الأجهزة الأمنية التي تعاملت مع مخططات إفشال احتفالات عيد الاستقلال هي الضامن لسلامة واستقرار دولتهم.

 

انصب تركيز أبناء الجنوب المشاركين في تلك الفعاليات على أهمية المضي قُدما في خطوات استعادة الدولة على أن يكون ذلك مصحوبًا بإجراءات سياسية ودبلوماسية وأمنية تضيق الخناق على قوى الاحتلال اليمنية، وتتعامل مع الحروب التي تشنها ضد الجنوب، وبدا أن هناك رسالة مهمة حرص عليها أبناء الجنوب مفادها أنهم قادرون على تحمل أي صعاب طالما أن هناك خطوات ملموسة تبرهن على أن دولة الجنوب أضحت قريبة المنال.

 

التطور الآخر الملحوظ في تلك الاحتفالات هي أنها رسخت لقوة شعبية جنوبية في الشارع لا يمكن تجاوزها، إذ أن محافظة شبوة التي عمدت الشرعية الإخوانية إلى عسكرتها لترهيب المواطنين من النزول شهدت القدر الأكبر من المشاركة، وهو أمر له دلالات مهمة خارجية تشير إلى إرادة شعبية تدعم استعادة الدولة، وأن المواطنين الذين يشكلون أساس تلك الدولة لديهم إيمان وعزيمة قوية نحو تحقيق هذا الهدف، وأن ما يسوَق له المجلس خلال لقاءاته الدولية هو بالأساس ترجمة لرغبة شعبية جارفة.

 

يمكن القول بأن أساسات دولة الجنوب أضحت ظاهرة ومكتملة أكثر من أي وقت مضي، وأن صمود المجلس في وجه المؤامرات التي تحاك ضده طيلة السنوات الماضية وأن خروجه من الحروب التي واجهها طرفًا منتصرًا بعد أن حافظ على المكتسبات التي حققها يضفي مزيدا من الثقة الدولية في توجهاته، لأن المجتمع الدولي يؤيد بالأساس المؤسسات القوية التي تستطيع حفظ الأمن تحديدا في منطقة تشكل أهمية استراتيجية فاعلة على المستويين العربي والدولي.

 

فرضت احتفالات عيد الاستقلال أمرًا واقعًا جديدًا على قوى الاحتلال اليمني، وبرهنت على أن الجنوب يسير بخطوات ثابتة نحو استعادة الدولة حتى لو حاولت بشتى السبل عرقلة تلك الخطوات، فإنها لن تستطع أن تقف أمام تطلعات أبناء الجنوب الذين يضحون بالغالي والنفيس من أجل استعادة ثرواتهم المنهوبة والحصول على استقلالهم المنشود.